في القرن الخامس عشر الميلادي، وتحديدًا في أغسطس عام 1441م، وصلت أولى المخطوطات القبطية إلى أوروبا عبر الرحالة والرهبان الأوروبيين الذين زاروا الكنائس والأديرة القبطية في مصر. كان هؤلاء الزوار يحصلون على المخطوطات القبطية إما بالشراء أو بادعاء استعارتها من الرهبان، وهو ما أتاح للدارسين الغربيين التعرف على هذه اللغة التي كانت لا تزال لغة محكية في صعيد مصر آنذاك.
مكتبة الفاتيكان تحتضن المخطوطات القبطية
وفي عام 1475م، تم تأسيس مكتبة الفاتيكان رسميًا، والتي احتوت أول كتالوج لمجموعتها من المخطوطات الشرقية. ومن بين ما ضمّه الكتالوج ستة مخطوطات قبطية، ما يؤكد بدء الاهتمام المنظم بهذه اللغة من قبل المؤسسات الثقافية والدينية الأوروبية.
الظهور الأول للأبجدية القبطية في المطبوعات
شهد عام 1486م نشر الأبجدية القبطية لأول مرة ضمن كتاب “رحلات في الأراضي المقدسة” للمؤلف الألماني برنارد فون ردنباخ (1440 - 1497م). شكل هذا الحدث علامة فارقة في توثيق ونقل اللغة القبطية إلى الجمهور الأوروبي، وساهم في نشر المعرفة بها خارج الأوساط الدينية.
بداية دراسات علمية طويلة المدى
مثلت أحداث القرن الخامس عشر الميلادي نقطة الانطلاق لرحلة علمية طويلة امتدت عبر قرون، خُصّصت لدراسة اللغة القبطية وحروفها وقواعدها، والتعرف على لهجاتها المختلفة. وبدأ الباحثون الغربيون في بذل جهود أكاديمية لفهم هذه اللغة، والتمييز بين لهجاتها من خلال تحقيق المخطوطات ودراستها بشكل منهجي.