ترى عملاقة التأمين الألمانية أليانز أن صناعة الهيدروجين تحمل مخاطر فريدة وذات طبيعة خاصة، ورغم ذلك تؤكد دعم تلك الصناعة كونها مهمة في مجال تحول الطاقة.
ونصحت الشركة بعدّة إجراءات لتقليص تلك المخاطر، مثل إبعاد مشروعات إنتاج وتخزين الهيدروجين عن المباني، وحثّت على قربها من مصادر المياه، ورغم ذلك لم تستبعد أن تتسبّب في فيضانات.
ومع نمو عدد مشروعات الهيدروجين عالميًا، توقعت أليانز" زيادة في حجم التأمين على تلك الصناعة لتتجاوز عدّة مليارات مع نهاية العقد الحالي (2030).
وترى أليانز أنه مع توسُّع الاستثمارات والانخراط في إنتاج تقنيات جديدة بصناعة الهيدروجين، قد تتجاوز قيمة التأمين على مشروعات القطاع نحو 3 مليارات دولار بحلول 2030، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأصدرت الشركة الألمانية تقريرًا حديثًا بعنوان: "الهيدروجين: الفرص والاستعمالات والمخاطر في تحول الطاقة"، يركّز على الدور المهم لشركات التأمين مثل أليانز في خفض مخاطر صناعة الهيدروجين، خاصة في مجال التقنيات الناشئة، والمشروعات الكبيرة.
وينظر الكثيرون إلى الهيدروجين الأخضر بوصفه إحدى وسائل تحول الطاقة المهمة، التي تحتاج إلى مجهودات كبيرة لخفض تكاليف إنتاجه، وهو الأمر الذي يُحبط المستثمرين، ويبعدهم عن مشروعاته.
وفي أوروبا المتحمسة إلى كل ما هو طاقة متجددة، شهدت مشروعاته انتكاسة في النصف الأول من العام الجاري، وفق التقرير الشهري -شهر يوليو/تموز 2025- لمجموعة ويستوود غلوبال إنرجي.
وأشار التقرير إلى استمرار وتيرة تأخُّر عدد من المشروعات وإلغاء بعضها الآخر، في مواصلة لحالة التراجع الكارثية التي لحقت بالصناعة في أوروبا وخارجها، على مدار العام الماضي، كما سيطرت حالة من الارتباك على خطط شركات مطوّرة للمشروعات أو لأجهزة التحليل الكهربائي.
مخاطر صناعة الهيدروجين مقابل الوقود التقليدي
ترى شركة أليانز للتأمين أن صناعة الهيدروجين تتّسم بمخاطر خاصة، لا تشبه مخاطر الوقود التقليدي، مثل: الهشاشة وقابلية الاشتعال المرتفعة، إضافة إلى إمكان التسرب الكبير، ما يتطلب تغطية تأمينية خاصة لمشروعاتها.
وقالت أليانز في تقريرها الخاص بالهيدروجين: "إنه بسبب خصوصية مخاطر صناعة الهيدروجين، يجب أن تبذل شركات التأمين العناية الواجبة عند تقديم التغطية التأمينية لمشروعاتها، خاصةً التي تقدم تقنيات جديدة، مع الأخذ في الحسبان ضمانات ومصلحة المصنّعين لتكون عوامل رئيسة في قيادة التغطية".
وتشهد صناعة الهيدروجين ضجة إعلامية كبيرة منذ سنوات طويلة، لكن في أثناء ذلك شهد القطاع عدّة حوادث مدمرة، أشهرها خطأ أدى إلى انفجار محطة التزود بالوقود "نيل" في كجوربو بالنرويج.
واندلع حريق ناجم عن تسرُّب هيدروجين من خزان عالي الضغط بسبب خطأ في تجميع هذا الخزان، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت الشركة في موقعها الإلكتروني حينها (أكتوبر/تشرين الأول 2019): "نطمح في عدم وقوع أيّ حوادث في المواقع التي تستعمل تقنية نيل، إلّا أن احتمال وقوع حادث في محطات الوقود أو الشحن بجميع أنواعها وارد دائمًا، وهذا يشمل محطات الوقود التقليدية. ومع ذلك، نُدرك خطورة هذه الحوادث ونعمل باستمرار على منع تكرارها".
وسيط صعب
علّق رئيس منتجات الاكتتاب العالمي للموارد الطبيعية في شركة أليانز كوميرشال ستيفن هالستشيدت بالقول: "إن الهيدروجين قد يكون وسيطًا صعبًا – يقصد في مشروعات الطاقة".
وأضاف: "مشروعات إنتاج الهيدروجين وتخزينه يجب أن تكون بعيدة عن المباني والمعدّات بمسافات آمنة، كما تمثّل الكوارث الطبيعية خطرًا على تلك المشروعات، ومن المفترض أن تُدشَّن بالقرب من مصادر المياه، لكن قد يتسبب وجودها في فيضانات".
ورغم أن شركة أليانز الألمانية ترى أن مخاطر صناعة الهيدروجين فريدة وكبيرة، فإنها أكدت التزامها بدعم تحوّل الطاقة، وفق الرئيس الإقليمي للاكتتاب في الموارد الطبيعية في الشركة هارالد ديمبفلامير.
وقال: "الهيدروجين الأخضر سيؤدي دورًا مهمًا في تحول الطاقة.. ونحن ملتزمون بتوفير التأمين لمجموعة مخاطر الهيدروجين، ونعمل بنشاط على تعزيز مكانة أعمالنا في هذا المجال الناشئ والمثير".
وتشارك أليانز حاليًا في مشروع تحت الإنشاء، وهو "غت إتش 2 نوكلوس" في ألمانيا، وهو منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 300 ميغاواط.
وبتوسُّع اقتصاد الهيدروجين، مع وجود مجموعة متزايدة من المشروعات المُعلنة والملغاة في وقت لاحق خلال 2025، أشار تقرير شركة أليانز إلى أنها مع غيرها من شركات التأمين، ستكون قوية في إدارة مخاطر الصناعة، وستعمل على زيادة الاستثمارات وضمان نشر البنية التحتية للصناعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
