في مشهد غير مسبوق من التحرك الأوروبي الجماعي ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، اشتعلت العواصم الأوروبية غضبًا في وجه تل أبيب، بعد تصاعد الجرائم بحق المدنيين في قطاع غزة، واستمرار الحصار الخانق الذي أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
هولندا تفتح النار دبلوماسيًا
البداية جاءت من هولندا، التي قررت استدعاء السفير الإسرائيلي في لاهاي بشكل عاجل، في خطوة احتجاجية وُصفت بأنها صفعة دبلوماسية قوية لحكومة بنيامين نتنياهو.
كما وجهت السلطات الهولندية اتهامات مباشرة لوزيرين في الحكومة الإسرائيلية بالتحريض على العنف والتطهير العرقي، وهي سابقة قد تؤسس لمساءلات قانونية دولية لاحقة.
أوروبا تُغلق في وجه المتطرفين
في بروكسل، قادت كل من إيرلندا وإسبانيا حملة مكثفة لتعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون" الأوروبي للبحث العلمي، وهو ما يُعد ضربة سياسية ومعنوية موجعة لحكومة الاحتلال، قد تفضح ممارساتها أمام الرأي العام الأوروبي وتكشف زيف صورتها الديمقراطية في العواصم الغربية.
في الوقت ذاته، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات عاجلة بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن المجاعة تزحف بسرعة مروعة، وأن الأطفال هناك يتساقطون جوعًا في ظل الحصار، وغياب المساعدات الفاعلة. وأكدت المنظمة الدولية أن المساعدات الجوية غير كافية، وأن السبيل الوحيد للإنقاذ هو فتح المعابر البرية فورًا.
لندن تتحرك وخطة سلام تتبلور
وفي بريطانيا، قطع زعيم حزب العمال كير ستارمر عطلته الصيفية ليعقد اجتماعًا عاجلًا مع وزرائه، لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، وسط ضغوط شعبية متصاعدة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف رسميًا بـ الدولة الفلسطينية، والمساهمة الجادة في صياغة خطة سلام شاملة تنهي معاناة الفلسطينيين.
في المقابل، كان رد إسرائيل حادًا، حيث أعلن الوزير الإسرائيلي المتشدد جدعون ساعر من قلب تل أبيب: "لن نرضخ، ولن نضحي بأمننا"، لكن التصريحات الإسرائيلية لم تنجح في تهدئة الغضب المتصاعد من العواصم الغربية، التي بدأت تراجع علاقاتها مع حكومة نتنياهو وتبحث خيارات للضغط المباشر.
غزة تختنق... فهل تتراجع إسرائيل؟
وسط هذه التطورات، يبقى المشهد مشتعلاً: أوروبا بدأت تتمرد على سياسات إسرائيل، وغزة تختنق تحت الحصار والمجاعة، بينما يتزايد القلق من انفجار وشيك إذا لم يُكسر الحصار سريعًا. ويبقى السؤال المطروح في الأفق: هل تتراجع إسرائيل تحت ضغط العزلة الدولية، أم أن البركان سينفجر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.