اشترت الهند كمية كبيرة من النفط الأميركي، وسط أنباء عن توقف مصافي النفط العامة عن استيراد الخام الروسي الأسبوع الماضي؛ ما يثير تساؤلات عما إذا كانت نيودلهي قد خضعت لتهديدات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب.
وهدد ترمب، الذي فرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الهند، بدءًا من أول أغسطس/آب 2025، بزيادتها إلى 100% إذا لم تتوقف نيودلهي عن شراء الخام الروسي.
ولا يُعرف ما إذا كان ترمب جادًا في تهديداته، أم يمارس ضغوطًا على الهند لإجبارها على الخضوع لطلباته في مفاوضات تجارية تُعقد في وقت لاحق من شهر أغسطس/آب الجاري، وأبرزها فتح أسواق نيودلهي للمنتجات الزراعية الأميركية.
إلا أن خطوة الهند بتوقف مصافي النفط العامة عن شراء الخام الروسي الأسبوع الماضي، رغم تأكيد مسؤولين حكوميين عدمَ توجيه أي تعليمات لتلك المصافي بذلك، تثير تساؤلات عدة، خاصة بعد شراء النفط الأميركي.
وقال تجار إن أكبر مصفاة نفط عامة هندية اشترت شحنات من النفط الأميركي ضمن اتفاقات مع دول أخرى، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إنديان أويل تزيد حصتها من النفط الأميركي
اشترت شركة إنديان أويل، أكبر مصفاة نفط عامة في الهند، 7 ملايين برميل؛ معظمها من النفط الأميركي، إضافة إلى الخام الكندي وخام الشرق الأوسط في مزايدة، تسليم شهر سبتمبر/أيلول المقبل (2025).
ووفق تجار؛ فإن تعاقد الشركة الهندية على هذه الكمية بعد تعليق مصافي النفط العامة في الدولة الآسيوية العملاقة مشتريات الخام الروسي؛ يأتي بسبب تقلص الفارق السعري مع باقي أنواع الخامات الأخرى.
وأشارت تقارير، الأسبوع الماضي، إلى أن الخصومات التي تقدمها روسيا على نفطها انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ بدء حرب موسكو على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
واضطرت روسيا إلى تقديم خصومات كبيرة على أسعار الخام، عقب الحرب وفرض عقوبات غربية ضخمة عليها، في إطار محاولات الحصول على أسواق بديلة، خاصة لأوروبا التي اتسمت بالشراهة لمنتجات الطاقة الروسية قبل الحرب، وكانت تستوعب كميات كبيرة منها، خاصة الغاز.
واشترت الهند 4.5 مليون برميل من النفط الأميركي، و500 ألف برميل من كندا، ومليوني برميل من خام "داس" المُنتج في أبوظبي بالإمارات.

انخفاض غير سريع لواردات النفط الروسي
قال رئيس قسم السوائل السائبة في "إس آند بي غلوبال كوميديتس آت سيا" بنيامين تانغ: "واردات النفط الروسي إلى الهند كبيرة؛ لذلك من غير المرجح انخفاضها سريعًا؛ على الرغم من الضغوط المتزايدة من أميركا، وإذا حدث ذلك؛ فسيؤدي هذا التحول إلى عودة ظهور كبير لموردين من الشرق الأوسط مثل العراق والسعودية والإمارات، وربما زيادة في واردات الخام الخفيف من الولايات المتحدة".
وتتصدر الهند قائمة أكبر مستوردي الخام الروسي، وبلغ حجمها العام الماضي نحو 1.8 مليون برميل يوميًا، تليها الصين بـ1.24 مليون برميل، ثم تركيا بنحو 0.3 مليون برميل يوميًا.
وحسب تقرير نشرته رويترز، الأسبوع الماضي، فإن الهند لن تتوقف عن شراء النفط الروسي؛ بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات عليها.. "هناك عقود طويلة الأجل لشراء النفط الروسي.. الأمر ليس بهذه البساطة التي تشتري بها من السوق الفورية".
وتأتي ضغوط ترمب على الهند بعد إصدار حزمة العقوبات الأوروبية على موسكو رقم 18، التي أقرها الاتحاد مؤخرًا، والتي تحظر واردات الوقود من الدول التي تشتري النفط الروسي.
وفرض الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عقوبات على شركة "نايارا إنرجي" الهندية، وهي أكبر مشترٍ للنفط الروسي، وحصة الأغلبية منها مملوكة لشركات روسية؛ في مقدمتها "روسنفط"؛ ما أدى إلى استقالة رئيسها التنفيذي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إنديان أويل تشتري 7 ملايين برميل من النفط الأميركي والشرق أوسطي بعد تعليق شراء الروسي من رويترز.
- تجار الهند حذرون في مشتريات الخام الروسي ومنفتحون على تنويع مصادر الخام من إس آند بي غلوبال.