في الآونة الأخيرة، تصدرت بعض الأطعمة والمشروبات قائمة الاهتمامات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً تلك التي تثير جدلاً واسعًا حول فوائدها وأضرارها.
من بين هذه المشروبات، يبرز مشروب "البوبا" أو شاي اللؤلؤة، الذي اكتسب شهرة واسعة بفضل طعمه اللذيذ وقوامه الفريد. لكن، وراء هذه الشهرة، يحذر خبراء التغذية من أن الإكثار من تناول البوبا قد يسبب أضرارًا صحية كبيرة، خاصةً على الكبد.
البوبا: ما هو ولماذا يحظى بشعبية؟
مشروب البوبا هو نوع من الشاي يحتوي على كريات التابيوكا المطاطية التي تضيف ملمسًا ممتعًا وطعمًا مميزًا. ومع تزايد انتشاره بين الشباب والكبار على حد سواء، أصبح جزءًا من ثقافة المشروبات المنعشة المفضلة لديهم. إلا أن هذا المشروب، رغم طعمه الممتع، يحتوي على كميات كبيرة من السكر، وهو ما يثير القلق لدى المختصين.
السكر في البوبا وتأثيره على الكبد
وفقًا لموقع "onlymyhealth"، تكمن المشكلة الأكبر في مشروب البوبا في كمية السكر التي يحتويها. حيث تحتوي معظم حصص البوبا على أكثر من 50 جرامًا من السكر، وهو ما يتجاوز الكمية اليومية الموصى بها للبالغين. ويأتي هذا السكر في الأغلب على شكل شراب الذرة عالي الفركتوز أو سكر مكرر مضاف، سواء في المشروب نفسه أو في لآلئ التابيوكا.
عندما يتم استهلاك كميات زائدة من السكر، يعمل الكبد على معالجتها وتحويل الفركتوز إلى دهون. ومع مرور الوقت، قد يتسبب تراكم هذه الدهون في الكبد في الإصابة بحالة تعرف بـ «MASLD» أو مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، وهو مرض ينذر بتدهور صحة الكبد.
ما هي لآلئ التابيوكا في مشروب البوبا؟
لآلئ التابيوكا هي كريات مطاطية مصنوعة من الكربوهيدرات المعالجة. تضيف هذه اللآلئ سعرات حرارية وسكرًا إضافيًا إلى المشروب، لكنها لا توفر أي قيمة غذائية حقيقية، مما يزيد العبء على الجسم والكبد عند تناولها بكميات كبيرة.
مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD): مخاطر لا يُستهان بها
مرض MASLD هو أحد أشكال مرض الكبد الدهني الذي ينتشر بشكل متزايد، خاصةً بين الفئات الشابة. وهو مرض صامت في مراحله الأولى، حيث لا تظهر أعراض واضحة قد تدفع المصابين إلى استشارة الطبيب مبكرًا. ومع تفاقم الحالة، قد يؤدي تراكم الدهون في الكبد إلى تليف لا رجعة فيه، وهو ما قد يتطور إلى فشل كبدي حاد، يشكل خطرًا مميتًا.
كيف يمكن تناول البوبا بشكل صحي؟
ينصح الخبراء بتناول البوبا باعتدال، مع تقليل كمية السكر المضافة، سواء بطلب تخفيض نسبة السكر إلى 25% أو بدون سكر مضاف. يمكن أيضًا اختيار أحجام أصغر من المشروب للحد من كمية السكر المتناولة.
كما يُفضل تعزيز الترطيب اليومي من خلال شرب الماء، والمشروبات غير المحلاة، أو تناول الفواكه الكاملة التي تمنح شعورًا بالشبع وتدعم صحة الجسم والكبد. ويُعد الانتباه للسكريات الخفية في المشروبات أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الكبد والوقاية من الأمراض الأيضية.
