إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر.. هذه أحدث الدراسات

أثبتت دراسة حديثة نظريًا جدوى إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر، ليكون قادرًا على دعم القطاع البحري بأمان وبتكلفة معقولة وعلى نطاق واسع.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اختتم تحالف تقوده هيئة ميناء لندن (PLA)، أكبر مواني المملكة المتحدة، برنامجًا مدّته 3 سنوات لدراسة مشروع "طريق الهيدروجين البحري".

واستكشف المشروع، الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار)، سلسلة توريد الهيدروجين بأكملها، بدءًا من الإنتاج والشحن البحري، وصولًا إلى المناولة الآمنة في الميناء وإعادة تزويد السفن والمركبات بالوقود، بهدف تسريع انتقال المملكة المتحدة إلى الحياد الكربوني.

ودعّم المشروع إستراتيجية هيئة ميناء لندن طويلة المدى، "رؤية التيمز"، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2040 من خلال الانتقال إلى وقود منخفض الكربون وخالٍ منه على نهرَي التيمز وميدواي وعلى طول مصباتهما.

إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر

خلصت الدراسة إلى إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر في عرض البحر باستعمال مزارع الرياح العائمة، ونقله إلى المواني على متن سفن ذاتية القيادة، وتوزيعه من خلال أطر تكامل المواني.

وسيكون من الممكن توفير الهيدروجين الأخضر للقاطرات البحرية، وسفن الدفع، والجرافات، وغيرها من سفن خدمات المواني، بالإضافة إلى معدات المحطات، ومركبات البضائع الثقيلة، وأساطيل الخدمات اللوجستية المحلية، وفق ما نقلته منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا" (Riviera Maritime Media).

وقد وجد المشروع أن هذا النموذج:

• يُقلّل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر النقل البحري والبري.
• يُقلّل من الحاجة إلى البنية التحتية لخطوط الأنابيب باستعمال نقل الحاويات المتنقلة.
• يشهد إنتاج الهيدروجين بسعر يتراوح بين 6 و7 جنيهات إسترلينية (7.9 و9.2 دولارًا) للكيلوغرام، مُقارنةً بـ14 جنيهًا إسترلينيًا (18.5 دولارًا) من مصادر أخرى.

(الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا)

وتناول شركاء الائتلاف 7 حزم عمل مترابطة، بدءًا من تطوير سفن ذاتية القيادة وأطر تكامل المواني، وصولًا إلى تحديد الطلب على الهيدروجين عبر نهر التيمز، وبناء نماذج اقتصادية لنشر الهيدروجين على مستوى المملكة المتحدة.

وقال مورتيمر: "يُمثّل الهيدروجين فرصةً هائلةً لمدن المواني في المملكة المتحدة.. يُظهر هذا العمل كيف يُمكننا استعمال بنيتنا التحتية ومواردنا الطبيعية الحالية لتوفير طاقة منخفضة الكربون حيثما تكون هناك حاجة إليها بالضبط".

وأضاف: "بالنسبة إلى ميناء لندن، يُدعّم هذا أيضًا مسيرتنا نحو النمو المُستدام، وتوفير الوظائف والتجارة والابتكار، مع خفض الانبعاثات في النهر وخارجه".

طريق الهيدروجين البحري في المملكة المتحدة

ترسم دراسة "طريق الهيدروجين البحري" مسارًا عمليًا نحو موانٍ وشحن أنظف، لكنها تُبرز أوجه القصور والثغرات في اللوائح والتمويل.

وبحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تدعو هيئة ميناء لندن (PLA) وشركاؤها في الدراسة الآن إلى:

• وضع إطار تنظيمي واضح في المملكة المتحدة لعمليات الهيدروجين البحرية.
• دعم الاستثمار في البنية التحتية لمواني الهيدروجين في مراحلها المبكرة.
• مواصلة التعاون بين القطاعات لبناء اقتصاد هيدروجين مجدٍ تجاريًا.

وصرّح الرئيس التنفيذي لهيئة ميناء لندن، روبن مورتيمر: "يهدف هذا البرنامج إلى أخذ زمام المبادرة في مجال إزالة الكربون البحري".

وأضاف: "من طاقة الرياح العائمة إلى سفن الهيدروجين ذاتية القيادة، أثبتنا وجود خيار عملي نظريًا لتوليد الهيدروجين الأخضر ونقله، باستعمال البنية التحتية القائمة".

كما قال مورتيمر: "لقد سلّط المشروع الضوء على المتطلبات الأساسية لإطار تنظيمي واستثمار وتعاون لتمكين هذا التحول في مجال الطاقة، الذي يُعدّ جوهريًا لإزالة الكربون في المستقبل".

ومن جانبها، أشارت مديرة هيئة البحوث والابتكار البحري في المملكة المتحدة، سارة لويز كيغان، إلى أن مشروع طريق الهيدروجين البحري أرسى أسسًا حيوية لإزالة الكربون من القطاع البحري في المملكة المتحدة، بحسب ما نقلته منصة "غلوبال هيدروجين ريفيو" (Global Hydrogen Review).

وأضافت: "من خلال توضيح كيفية دمج الوقود النظيف والتقنيات الذكية في عمليات المواني والشحن، يُمهد المشروع طريقًا واضحًا نحو مستقبل منخفض الكربون. يُسلّط هذا التعاون الاستشرافي الضوء على الدور الحاسم للاستثمار والابتكار المنسق في الوفاء بالتزاماتنا المناخية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. نتائج دراسة حول جدوى إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر، من منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا".
2. معلومات إضافية عن نتائج الدراسة، من منصة "غلوبال هيدروجين ريفيو".