أخبار عاجلة

الكاتدرائية إلى فصول التعليم.. حكاية البابا الذي علم جيلا

الكاتدرائية إلى فصول التعليم.. حكاية البابا الذي علم جيلا
الكاتدرائية إلى فصول التعليم.. حكاية البابا الذي علم جيلا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم، الثالث من أغسطس، ذكرى ميلاد أحد أبرز أعمدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العصر الحديث، وهو قداسة البابا شنوده الثالث، الذي لم يكن مجرد بطريرك جلس على الكرسي المرقسي لأربعة عقود، بل كان معلمًا حقيقيًا لجيل كامل من الأقباط والمصريين على السواء، حتى استحق عن جدارة لقب “البابا المعلم”.

لقبٌ لم يأتِ من فراغ، بل تأسس على إرث ضخم من الفكر والتعليم والتأليف، وعلى حضور واعٍ في تفاصيل الحياة الروحية والثقافية، جعل من شخصيته نموذجًا فريدًا للبطريرك المفكر، الذي يجمع بين عمق الإيمان وسعة الثقافة، بين دقة اللاهوت وسهولة التعبير.

أستاذ التعليم الكنسي.. وصاحب الكلمة المؤثرة

منذ أن تمت سيامته أسقفًا للمعاهد الدينية عام 1962م، حمل البابا شنوده الثالث (حينها الأنبا شنوده) همّ التعليم الكنسي على كتفيه، وسعى لتطوير مناهجه وأدواته، فأسس فروعًا جديدة للكلية الإكليريكية في مناطق مختلفة، وحرص على إعداد خدام قادرين على التفاعل مع قضايا العصر دون التفريط في العقيدة.

لم يكن يكتفي بتقديم المعرفة، بل قدّمها بأسلوبٍ سلس يدخل القلوب والعقول، حتى تحولت عظاته الأسبوعية  التي كانت تُلقى كل أربعاء في الكاتدرائية المرقسية  إلى مصدر تعليمي وتربوي، ينتظره الآلاف كل أسبوع، سواء بالحضور المباشر أو عبر الإذاعة والتلفزيون، ثم لاحقًا على منصات الإنترنت.

مكتبة من المؤلفات.. ومدرسة في المنبر

بلغ عدد مؤلفات البابا شنوده أكثر من 100 كتاب، في موضوعات العقيدة والروحيات والتفسير والأسرة والرعاية والأسئلة اللاهوتية المعقدة، وتميزت كتبه بالبساطة والعمق في آنٍ واحد، مما جعلها مراجعًا معتمدة في التعليم الكنسي.

ولم يكن التأليف وحده سلاحه في التعليم، بل كان المنبر أيضًا مدرسته الكبرى، حيث امتزجت المعرفة بالحكمة، والعقيدة بالحب، والفكر بالدعابة الهادئة، فصار منبره منارة حية للكنيسة القبطية، لا في مصر وحدها، بل في بلاد المهجر أيضًا.

في ذكرى ميلاده المئوية الثانية بعد عامين، تظل الكنيسة تتذكره كأبٍ ومعلّم، لم يُربِّ جيلاً روحيًا فقط، بل صنع عقلًا قبطيًا جديدًا، قادرًا على فهم إيمانه والتعبير عنه بلغة العصر. لقد غاب الجسد، لكن المعلّم لا يموت، لأن تعليمه باقٍ ما بقيت الكنيسة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جميعهم من بني سويف.. وفاة سائق واصابة اثنان في حادث انقلاب سيارة ملاكي بصحراوي المنيا
التالى التفاصيل الكاملة للقبض على «دنجوان تيك توك»شاكر محظور