
في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب بين إسرائيل وحماس، وتُعاد فيه مسألة الدولة الفلسطينية إلى طاولة النقاش الدولي، جاء مقتل الناشط الفلسطيني البارز عودة هدالين برصاص مستوطن إسرائيلي ليسلط الضوء مجددًا على تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، خاصة في المناطق المصنفة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
هدالين، المعروف بدعوته للتعايش السلمي وبعمله على بناء جسور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قُتل الثلاثاء في قرية بمسافر يطا قرب الخليل، أثناء تصويره لهدم تقوده مجموعة من المستوطنين. وكان هدالين قد ظهر سابقًا في الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار "لا أرض أخرى"، الذي تناول جهود السلام المشتركة بين نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين.
بحسب شهود عيان، بدأت الحادثة عندما اقتحمت جرافة يقودها مستوطنون المنطقة وشرعت في هدم أسوار وتخريب شبكة المياه. ومع محاولات الأهالي، بمن فيهم كبار السن والنساء، التصدي لتلك الأعمال، تصاعد التوتر بسرعة. وخلال التصعيد، أطلق المستوطن ينون ليفي– وهو شخصية معروفة بسجله العنيف وموضوع لعقوبات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي– النار على هدالين من مسافة بعيدة بينما كان يوثق المشهد، ما أدى إلى إصابته بجروح قاتلة. ولم تفلح محاولات أحد المتطوعين الأيرلنديين في إنقاذ حياته. وتعكس هذه الواقعة – بحسب ناشطين حقوقيين – الواقع المتدهور الذي يعيشه الفلسطينيون في المنطقة "ج".