الهند تتوقف عن شراء النفط الروسي لمدة أسبوع.. ما السبب؟

توقفت الهند عن شراء النفط الروسي، خلال الأسبوع الماضي، لكن لم يكن الأمر متعلقًا بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات في صورة تعرفات جمركية كبيرة على نيودلهي إذا واصلت الاستيراد من موسكو.

وأكد مصدران رسميان أن الهند لن تتوقف عن شراء نفط روسيا بسبب تهديدات ترمب الأخيرة؛ إذ لا تحدد الدولة خططها بناء على رغبات الدول الأخرى، ولكن وفق مصالحها وعلاقتها بالدول الأخرى، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأشارت بيانات إلى أن توقف الهند عن شراء الخام الروسي، الأسبوع الماضي، كان بسبب تقليص موسكو للخصومات المقدمة، بسبب انخفاض الإنتاج، وهو ما ينعكس في تكاليف مصافي نفط نيودلهي، التي استفادت على مدار ما يقارب عامين ونصف العام من الطاقة الروسية الرخيصة.

واضطرت روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وفرض عقوبات غربية هائلة عليها، إلى تقديم تخفيضات كبيرة على نفطها ومصادر الطاقة لديها للحصول على أسواق بديلة لأوروبا على وجه الخصوص، والتي كانت تعتمد على تلبية أكثر من 40% من احتياجاتها النفطية على موسكو قبل الحرب.

وبعد تولي ترمب إدارة البيت الأبيض للمرة الثانية في 20 يناير/كانون الثاني 2025، حاول وقف الحرب، فلم يجد الاستجابة المتوقعة من موسكو، لذلك سعى للحصول على اتفاق إذعان مع أوكرانيا، يضمن به الحصول على معادنها النادرة.

ومؤخرًا هدد مستوردي النفط الروسي بفرض عقوبات عليهم تتمثل في تعرفات جمركية بنسبة 100%.

لا توقف عن شراء النفط الروسي

قال مصدران حكوميان هنديان، فضّلا عدم ذكر اسمهما بسبب حساسية المسألة، إن بلادهما لن تتوقف عن شراء النفط الروسي؛ بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على ذلك.

وأضاف أحدهما قائلًا: "هناك عقود طويلة الأجل لشراء النفط الروسي.. الأمر ليس بهذه البساطة التي تشتري بها من السوق الفورية".

وكان ترمب قد كتب على منصة التواصل الاجتماعي التابعة له "تروث سوشيال"، الشهر الماضي، إن الهند يجب أن تتحمل عقوبات إضافية بسبب شرائها النفط والأسلحة الروسية.

وأمس الجمعة 1 أغسطس/آب 2025، قال ترمب لصحفيين: "سمعت أن الهند لن تشتري النفط الروسي بعد ذلك"، إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلت عن مصدرين هنديين، أنه لا تغيير في سياسة حكومة نيودلهي، وقال أحدهما: "إن الحكومة لم تعطِ أي تعليمات للشركات لتعديل خطط شراء النفط الروسي".

وذكر تقرير لوكالة رويترز، هذا الأسبوع، أن مصافي النفط الهندية توقفت عن شراء النفط الروسي الأسبوع الماضي.

إلا أن المتحدث باسم الحكومة الهندية راندهير جايسوال، قال للصحفيين في "الملخص الأسبوعي"، أمس: "سياستنا في تلبية احتياجات الطاقة تعتمد على متابعة المتوافر في الأسواق، وإذا كانت هناك عروض، وظروف الأسواق العالمية".

وأضاف: "الهند تربطها شراكة راسخة ومُجرّبة مع روسيا، وعلاقات نيودلهي مع مختلف الدول قائمة على مزاياها الخاصة، ولا ينبغي النظر إليها من منظور دولة ثالثة".

خصومات أقل

تراجعت مصافي النفط الهندية عن شراء النفط الروسي الأسبوع الماضي؛ بسبب انخفاض الخصومات على الخام إلى أقل مستوى منذ عام 2022، أي وقت بدء الحرب في أوكرانيا، وفرض العقوبات الغربية على موسكو.

وذكرت 4 مصادر من مصافي النفط الهندية العامة (الحكومية) أنها لم تشترِ أي خام روسي الأسبوع الماضي، وهي التابعة لشركات: "إنديان أويل" و"هندوستان بتروليوم" و"بهارات بتروليوم"، إضافة إلى "مانغالور ريفينري بتروكيميكال".

وفي 14 يوليو/تموز الماضي، هدد رئيس أميركا دونالد ترمب بفرض تعرفات جمركية بنسبة 100% على الدول التي تستورد الخام الروسي، والهند من أكبر المستوردين لهذا الخام، حيث يمثل أكثر من 35% من إجمالي الواردات.

ولا يزال النفط الروسي يحتل صدارة واردات النفط الهندي خلال أول 6 أشهر من 2025، ويلي موسكو دول عربية عدة، مثل العراق والسعودية والإمارات.

واستوردت الهند، وهي ثالث أكبر مستورد للنفط عالميًا، نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي؛ في النصف الأول من العام الجاري.

ولا تواجه الهند تحديات جراء تهديدات ترمب عند شراء النفط الروسي فحسب، بل بدأت تشعر بحزمة العقوبات الأوروبية على موسكو رقم 18، التي أقرها الاتحاد مؤخرًا، والتي تحظر واردات الوقود من الدول التي تشتري النفط الروسي.

وفرض الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عقوبات على شركة "نايارا إنرجي" الهندية، وهي أكبر مشتر للنفط الروسي، وحصة الأغلبية منها مملوكة لشركات روسية في مقدمتها "روسنفط"، ما أدى إلى استقالة رئيسها التنفيذي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: