حذرت شركات تشغيل شبكات الكهرباء في أميركا من طلب كبير هذا الصيف بسبب ظروف الطقس المتطرفة؛ خاصة موجات الحرارة المرتفعة، لذلك أعلنت العديد منها عن خطط لمواجهة ذلك، معظمها سيقوم بتوفير سعة إضافية.
ويساعد الطلب المتنامي من مراكز البيانات الطلب على رفع الطلب على الكهرباء في أميركا، ما استدعى نشاطًا استثنائيًا من الشركات المشغلة لشبكات الكهرباء؛ لتغطية الاحتياجات، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ودرجات الحرارة المرتفعة؛ خاصة في غرب أميركا، إضافة إلى نهم مراكز البيانات للطاقة، دفع إلى زيادة الطلب هذا الصيف (2025) إلى مستويات هي الأعلى منذ 4 سنوات.
وفي شهر مايو/أيار 2025، حذرت مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية من تعرض البلاد لانقطاعات بالتيار إثر ظروف جوية ومناخية شملت ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية بالإضافة لتعرض مساحات شاسعة للجفاف.
وأكدت المؤسسة -التي تعمل مُنظمًا لشبكة الكهرباء في أميركا وبنيتها التحتية- أن الظروف المناخية والجوية المتوقعة قد تدفع نحو تعطل عمل الشبكة في مناطق واسعة بالبلاد.
الضغط على شبكات الكهرباء في أميركا
حذرت السلطات الفيدرالية في وقت سابق من العام الجاري، أن موجات الحرارة بدأت في الضغط على شبكات الكهرباء في أميركا جزئيًا، خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الشركة، التي تُعدّ أكبر مشغلي شبكات الكهرباء في أميركا، وهي "بي جيه إم إنتركونكشن"، دان لوكوود: "حالات الطقس المتطرف تتزايد ونحن نعدل خططنا لمواجهة ذلك".
وتتوقع الشركة، التي تخدم شخص من كل 5 أميركيين، أن تبلغ ذروة الاستهلاك هذا الصيف 154 ألف ميغاواط، وهي تستعد لذلك، لكنها حذرت من أن تلك الذروة قد تزيد إلى 166 ألف ميغاواط، ما سيدفعها إلى طلب خفض الاستهلاك من العملاء، وتعويضهم.
وتعمل الشركة لزيادة قدرتها على سرعة ربط قدرة جديدة بالشبكة، والمشروعات التي لا تتطلب تحديث كبير للشبكة لربطها بالنظام.
فيما تتوقع شركة "إسو نيو إنغلاند" أن يصل معدل الطلب إلى 24.8 ألف ميغاواط هذا الصيف في ظروف الطقس العادية، لكنه سيصل إلى 25.89 ميغاواط إذا ارتفعت درجات الحرارة، وتستعد الشركة لزيادة الأحمال المتوقعة بمزادات لإضافة سعة جديدة وتعزيز موثوقية شبكتها.
ومثل غيرها من شركات تشغيل شبكات الكهرباء في أميركا، فقد حذرت "ميسو"، وهي من القطاع الخاص، من أن ذروة الطلب ستصل إلى 123 غيغاواط، رغم أن المتاح لديها سيتجاوز هذا بنحو 15 غيغاواط (تحديدًا 138 غيغاواط).
وعملت الشركة على مزادات إضافة طاقة للشبكة، وقد نجحت في زيادة حجم الكهرباء في الشبكة بنحو 31 ميغاواط منذ 2020، وحتى منتصف 2025، كما ستضيف 10.9 ميغاواط حتى نهاية العام الجاري.

غرب الولايات المتحدة الملتهب
في ولاية كاليفورنيا غرب أميركا، قالت شركة "كايسو" المستقلة، إنها سيكون لديها فائضًا من الكهرباء هذا الصيف بنحو 1.45 ألف ميغاواط، وهو ما يمثل تراجعًا عن تقدير سابق صادر عن الشركة قبل 3 سنوات، وكان 1.7 ألف ميغاواط.
وقال نائب رئيس عمليات النظام في الشركة ديدي سوباكتي، إنه رغم ذلك تسعى كايسو إلى تسريع إضافة كميات كهرباء جديدة، مشيرًا إلى إضافة 25 غيغاواط خلال السنوات الخمس الماضية.
وأوضح أنه قد تضيف الشركة جزء كبير من هذه الطاقة الفائضة إلى التخزين، ما يساعدها على موازنة العرض والطلب، وقال: "مع كل هذه السعة الإضافية، نحن في وضع جيد جدًا مع حلول صيف 2025".
ومع ذلك، لا تزال الشبكة تعاني من نقص في الطاقة إذا أثرت موجة حر طويلة الأمد في كل المناطق الغربية في الولايات المتحدة، أو إذا تسببت حرائق الغابات المحتملة في إتلاف خطوط نقل الطاقة، وفقًا للشركة.
وشهدت ولايات عديدة تسجيل تغيرات جوية ومناخية أثرت في أداء شبكات الكهرباء في أميركا؛ أبرزها ولايتي كاليفورنيا وتكساس، وصلت إلى مستويات غير معهودة من درجات الحرارة المرتفعة منذ وقت مبكر من العام الجاري.
ولم تقتصر التوقعات على مواكبة الولايات الأميركية لفصل صيف قاسي الحرارة فقط، بل امتدت لتوقعات مناخية بنهاية الفصل مثل حرائق الغابات النشطة المتوقعة على غرب أميركا وكندا، تهدد بصورة كبيرة موثوقية شبكات الكهرباء في أميركا، وفق تقرير مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية، الصادر في مايو/أيار الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: