تبادلت الإدارة المؤقتة لإقليم تيجراي الواقع في شمال إثيوبيا، وحزب سيمريت الاتهامات بشأن هجوم حدودي بين الجانبين أسفر عن مقتل عدد من أفراد الأمن في الأقليم، الذي شهد قبل 5 أعوام حرب دموية استمرت 24 شهرا.
وحزب سيمريت، هو حزب سياسي جديد بقيادة الرئيس السابق لإقليم تيجراي جيتاتشو رضا، واتهم الإداراة المؤقتة بشن هجوم مسلح على وحدة أمنية في ملازات، جنوب شرق الإقليم، على حدود منطقة عفار، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن.
في المقابل نفى حزب سيمريت هذا الادعاء ووصفه بأنه "لا أساس له من الصحة"، واتهم بدوره مكتب السلام والأمن التابع للإدارة المؤقتة بـ"الفساد وزعزعة الاستقرار الإقليمي"، بحسب ما أوردته صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب السلام والأمن التابع للإدارة، وقع الهجوم في 30 يوليو الماضي وأودى بحياة هايلو أنداي كينديا، أحد أفراد قوات أمن المنطقة وزعمت الإدارة أن الهجوم "دبره عناصر من حزب سيمريت".
وزعم المكتب كذلك أن حركة سيمريت، التي تُصوّر نفسها على أنها حركة تسعى إلى إيجاد حلول، قد "شرعت في أعمال إرهابية" و"تتبنى أجندة ممولة من الخارج" تحت ستار الدعوة إلى "أرض حرة".
ووصف المكتب الهجوم أيضًا بأنه جزء من "مخطط أوسع نطاقًا يقوده العدو" يهدف إلى إثارة الاقتتال الداخلي بين القوى السياسية والأمنية المتشرذمة في تيجراي، وهو مخطط قال إنه لم ينجح بعد بسبب الخلافات الداخلية بين هذه الجهات.
وحذرت الإدارة من أن استمرار "المضايقات والمبادرات المضللة" قد يُجبر السلطات على اتخاذ "إجراءات دفاعية ذاتية" ضد ما وصفته بالسلوك السياسي الهدّام.
ردّ غيتاتشو رضا على الاتهامات عبر منصة إكس واصفًا إياها بأنها "لا أساس لها".
تتصاعد التوترات في الساحة السياسية في تيجراي منذ منتصف عام 2024، وظهرت انقسامات بين الفصائل المتنافسة داخل جبهة تحرير شعب تيجراي (TPLF)، ولا سيما بين رئيس الحزب دبرصيون جبريمايكل وجيتاتشو رضا، الذي انشق عن صفوفه عقب إقالته من الإدارة المؤقتة.
مع تصاعد الحرب الكلامية بين الجانبين، أطلق تحالف من جماعات المجتمع المدني "حملة السلام والحوار" في يونيو 2024، محذرًا من العودة إلى الصراع المسلح إذا استمرت الجهات السياسية الفاعلة في اللجوء إلى الاستفزازات والخطابات العسكرية.
ومما زاد من تقلبات المنطقة، العميد صرح الجنرال جبريجزابر بييني، قائد القوات العاملة بالقرب من حدود عفر، مؤخرًا بأن مجموعته قطعت علاقاتها السياسية وأكدت تشكيل أربع فرق تعمل بشكل مستقل عن قوات دفاع تيجراي. تأتي هذه التطورات في أعقاب ما وصفه البعض داخل المجموعة المنشقة بـ "إخفاقات" القيادة المؤقتة في ضمان الأمن والشمولية.
في غضون ذلك، اتهم مسؤولون، بمن فيهم الفريق فيسيها كيدانو، رئيس مكتب أمن تيجراي، السلطات الفيدرالية بدعم تشكيل ميليشيات في عفر والمناطق المجاورة في محاولة لتأجيج الخصومات الداخلية بين الفصائل المتنافسة في تيغراي.
وفي بيانها، أعربت الإدارة عن "احترامها العميق" للضابط القتيل، واصفةً هيلو أنداي كينديا بأنه شخص "ضحى بحياته لحماية أرواح وممتلكات رفاقه".