شهدت الأوساط المصرية خلال الأيام الماضية تحركات أمنية مكثفة أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عدد من صناع المحتوى الشهيرين، وذلك على خلفية بلاغات رسمية تتهمهم بتقديم محتوى يخالف القيم المجتمعية، إلى جانب شبهات حول مصادر دخلهم وثرواتهم المفاجئة.
القبض على سوزي الأردنية بعد بلاغات ضدها
ألقت الأجهزة الأمنية في القاهرة القبض على البلوجر المعروفة باسم "سوزي الأردنية" من داخل مسكنها بمنطقة القاهرة الجديدة. جاء هذا الإجراء بعد تلقي بلاغات متعددة ضدها تتعلق بالمحتوى الذي تبثه عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي وُصف بأنه مثير للجدل.
تضمنت البلاغات اتهامًا خطيرًا لها بـ"ازدراء الأديان"، وذلك بعد أن نشرت مقطع فيديو زُعم فيه الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. من جانبه، أعلن المحامي علي فايز الفرجاني تقديمه بلاغًا رسميًا للنيابة العامة ضدها، مطالبًا بالتحقيق معها ومحاسبتها قانونيًا. في المقابل، خرجت سوزي عبر حسابها على إنستجرام لتنفي الاتهامات، موضحة أن كلامها فُهِم خطأً، وأنها كانت تحاول تشبيه نفسها بالنبي في كونه تاجرًا، ولم تكن تقصد أي إساءة.
استدعاء "أم مكة" و"أم سجدة" والتحقيق مع بلوجر أخرى.
في سياق متصل، طالت التحقيقات البلوجر "أم مكة" و"أم سجدة"، وذلك على إثر بلاغات قُدمت ضدهما بسبب فيديو مشترك تضمن هجومًا حادًا على شخصية عامة تُدعى "مروة بنت مبارك". واصطحبت الأجهزة الأمنية "أم مكة" إلى منزلها في شبرا الخيمة، وذلك لإجراء معاينة في إطار التحقيقات.
كما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على فتاة أخرى بعد أن نشرت مقطع فيديو تزعم فيه قدرتها على تسهيل استخراج تراخيص المرور للمواطنين بفضل علاقاتها بموظفين حكوميين. وبمواجهتها، أقرت بأنها اختلقت هذه القصة بالكامل بهدف زيادة المشاهدات وتحقيق أرباح مادية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها.
بلاغ للنائب العام وشبهات حول غسل الأموال
في تحرك يعكس حجم الأزمة، تقدم المحامي محمد رجب العسقلاني ببلاغ إلى النائب العام ضد مجموعة كبيرة من البلوجرز والتيكتوكرز، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل في مصادر دخلهم. وأوضح البلاغ أن هؤلاء الأشخاص تحولوا فجأة من مجرد مستخدمين عاديين إلى أصحاب ثروات فاحشة، مع ظهورهم بسيارات فارهة ورحلات سفر متكررة، رغم عدم وجود أي نشاط اقتصادي واضح يبرر هذا الثراء.
وشمل البلاغ أسماء بارزة مثل:
أم سجدة وأم مكة: اللتان انتقلتا من محتوى بسيط إلى مستوى معيشي فخم.
شاكر ومداهم: يظهران بمظاهر ثراء لافتة رغم محتواهما البسيط.
سوزي الأردنية: التي تقدم محتوى جدليًا وانتشرت بسرعة كبيرة.
مروة وسارة خليفة: اللتان تصدرتا التريند بمحتوى مثير للجدل، مع اتهام سارة خليفة حاليًا في قضية كبرى تتعلق بالإتجار في المخدرات.
أسماء إسماعيل: تُثار حولها شبهات بتمويل محتوى خادش.
أبو آدم: أحد أكبر الداعمين على تيك توك، ويثير صعوده السريع تساؤلات حول مصادر تمويله.
وأشار العسقلاني في بلاغه إلى أن هذه المظاهر قد تكون دليلًا على ارتكاب جرائم مثل غسل الأموال، الاحتيال الإلكتروني، التهرب الضريبي، والإضرار بالقيم المجتمعية. واستشهد بحالات سابقة مشابهة مثل حنين حسام ومودة الأدهم، مؤكدًا أن هذا التضخم المفاجئ في الثروة يثير شكوكًا كبيرة.
وقالت المحامية نهى الجندي: الحملة ليست استهدافًا للحريات بل تنظيمًا للفضاء الإلكتروني
وفي تصريحات خاصة لموقع "مصر تايمز"، أكدت المحامية نهى الجندي أن هذه الحملة الأمنية ليست استهدافًا للحريات، بل هي ضرورة لتنظيم الفضاء الإلكتروني في مصر. وأوضحت أن القانون المصري أصبح أكثر صرامة في التعامل مع المحتوى المثير للجدل، خاصة بعد أن تحولت هذه المنصات إلى وسيلة لتحقيق أرباح ضخمة دون رقابة حقيقية.
وأضافت الجندي: "ما يحدث هو تنظيم لاستخدام وسائل التواصل في إطار قانوني، خاصة بعد أن ظهرت شبهات قوية حول مصادر دخل بعض المؤثرين، وهو ما يفتح الباب أمام اتهامات بغسل الأموال أو التهرب الضريبي". وتابعت أن الجهات الأمنية تتابع بالفعل مصادر تمويل بعض صناع المحتوى الذين يظهرون بشكل متكرر بسيارات فارهة ويسافرون إلى الخارج بشكل مستمر، دون وجود أي أعمال تجارية أو إنتاجية واضحة تبرر ذلك.
وأكدت وزارة الداخلية استمرار حملاتها لضبط كل من يخرج عن ضوابط النشر أو يستغل منصات التواصل في بث محتوى مضلل أو مسيء للمجتمع، مشددة على أن الأمن الرقمي أصبح أولوية قصوى.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
