شهدت المنطقة تطورًا مهمًا في مسار التعاون الإقليمي، مع بدء ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، في مشروع يُنظر إليه على أنه نقطة تحول في مشهد الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد أُقيم حفل الافتتاح في قرية ياووزلو بولاية كيليس التركية، اليوم السبت 2 أغسطس/آب (2025) بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من أذربيجان وتركيا وسوريا وقطر، في مؤشر على الدعم الإقليمي المتزايد للبنية التحتية الطاقوية في سوريا.
ويأتي ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تتويجًا لاتفاق ثلاثي بين شركة سوكار الوطنية ووزارة الطاقة السورية، برعاية مباشرة من قيادة البلدين، بعد اجتماعات رفيعة المستوى جرت خلال الشهور الماضية.
ويمثّل هذا الخط بداية مرحلة جديدة من التعاون في مجال الطاقة، إذ يُتوقع أن يغذي محطات توليد الكهرباء في حلب وحمص بكميات كبيرة من الغاز، وسط خطط لزيادة الإمدادات في المدى القريب.
تدشين رسمي وبداية جديدة
بدأ تدفق الغاز الأذربيجاني إلى سوريا رسميًا -اليوم السبت- عبر الأراضي التركية، بحضور وزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف، ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الطاقة السوري محمد البشير، إضافة إلى رئيس صندوق قطر للتنمية فهد حمد السليطي.
وأعلن الوزير التركي أن الخط قادر على نقل ما يصل إلى 2 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الأذربيجاني إلى سوريا، وهي كمية تكفي لتوفير الكهرباء لنحو 5 ملايين أسرة، ما يعكس البعد الإستراتيجي للمشروع.
وأشار الوزير إلى أن بلاده تصدر الكهرباء لسوريا عبر 8 نقاط مختلفة حاليًا، وتعتزم زيادة قدرات التصدير بنسبة 25% كمرحلة أولى، ثم مضاعفتها لاحقًا لتعزيز استقرار الشبكة السورية.
ويُعد مشروع ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا الأول من نوعه بعد سنوات من الاضطرابات، ما يفتح الباب أمام مشروعات أخرى في مجالات الغاز والكهرباء، بدعم تركي مباشر.
وتتجه الأنظار إلى البنية التحتية في كيليس كنقطة عبور حيوية للغاز الأذربيجاني إلى سوريا، حيث تمر الإمدادات من الحدود التركية إلى محطات الكهرباء السورية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الغاز لتوليد الكهرباء.. وخطوات إعمار
تخطط أذربيجان لتصدير نحو 1.2 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الأذربيجاني إلى سوريا في المرحلة الأولى، ضمن اتفاق طويل الأمد، يشمل دعم شبكات الكهرباء في حلب وحمص.
ويُتوقع أن يساهم الغاز الأذربيجاني في توليد ما بين 1200 و1300 ميغاواط من الكهرباء السورية، ما يُمثل دفعة كبيرة للبنية التحتية الطاقوية المتداعية في البلاد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقد سبقت هذه الخطوة لقاءات مكثفة، أبرزها اجتماع الرئيسين الأذربيجاني والسوري على هامش منتدى أنطاليا، ثم زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى باكو منتصف يوليو/تموز الماضي.
ووفقًا لتوجيهات الرئيس إلهام علييف، زار وفد أذربيجاني رفيع سوريا مؤخرًا، ضم نائب رئيس الوزراء سمير شريفوف، ومسؤولين من وزارة الخارجية، لاستكشاف فرص الدعم والإعمار.
ويُعد مشروع ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سوريا بداية فعلية للانخراط الأذري في إعادة إعمار البلاد، خاصة في قطاع الطاقة، الذي يتطلب استثمارات واسعة بعد سنوات من التدهور.
ويعكس تعاون أذربيجان وتركيا وسوريا رغبة إقليمية متنامية في تحقيق الاستقرار عبر أدوات اقتصادية، مع التركيز على الغاز الأذربيجاني كرافعة للتنمية وإعادة البناء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
