شهدت أسعار النفط العالمية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات صباح الجمعة، وذلك بعد تراجعها بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، حيث يحاول المستثمرون والمضاربون موازنة عدة عوامل متناقضة بين الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، وبين القلق من تعطل الإمدادات الروسية نتيجة التصعيد السياسي والعقوبات المحتملة.
قلق من تراجع الطلب العالمي بسبب الرسوم الجمركية
أدى إعلان الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب عن موجة جديدة من الرسوم الجمركية على واردات صينية وأوروبية، إلى زيادة المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، ما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط في الأسواق الكبرى مثل الصين والهند وأوروبا.
ويرى محللون أن هذه الرسوم، إذا تم تفعيلها بالكامل، قد تؤدي إلى تقليص حجم التجارة العالمية، ورفع أسعار السلع المستوردة، مما ينعكس سلبًا على النمو الصناعي، وبالتالي على استهلاك الطاقة والنفط الخام.
وصرّح "دان سميث"، محلل الطاقة في شركة "إنرجي إنتلجنس"، أن السوق "دخل مرحلة إعادة تقييم شاملة للمخاطر"، مؤكدًا أن "السؤال الأكبر الآن ليس مدى قوة الطلب في 2025، بل مدى تأثير السياسات الأمريكية على سلاسل الإمداد والاستهلاك".
تهديدات روسية بإيقاف الإمدادات تدفع الأسعار للتماسك
في المقابل، يدعم السوق جزئيًا القلق المتزايد من تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا والدول الغربية، لا سيما في ظل تهديدات الكرملين بتقييد صادرات النفط والغاز إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية ردًا على عقوبات جديدة.
وأشارت مصادر مطلعة في وزارة الطاقة الروسية إلى أن موسكو "تدرس إعادة توجيه صادراتها إلى أسواق بديلة"، وأنها قد تلجأ إلى خفض الإنتاج مؤقتًا لحماية أسعار النفط من الانخفاض الحاد. وهو ما يعيد إلى الأذهان سياسة "سلاح الطاقة" التي اتبعتها روسيا في فترات سابقة.
وفي هذا السياق، ارتفع خام "برنت" بنسبة هامشية بلغت 0.2% ليسجل 84.31 دولارًا للبرميل، في حين استقر خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي عند مستوى 80.02 دولارًا للبرميل، وذلك بعد أن سجلا تراجعًا فاق 1.1% في تداولات الخميس.
الأسواق تبحث عن اتجاه واضح
ورغم محاولات السوق للتماسك، لا تزال التقلبات مستمرة في ظل غياب رؤية واضحة من منظمة "أوبك+" بشأن خطوات الإنتاج المقبلة، وعدم اليقين بشأن قرارات البنوك المركزية الكبرى فيما يتعلق بأسعار الفائدة، والتي تؤثر بدورها على مستويات الطلب الكلي على الطاقة.
وفي ظل هذه الأجواء، يترقب المستثمرون التقارير القادمة من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، والتي قد تُسهم في تحديد مسار الأسعار في الربع الثالث من 2025، مع استمرار مفاعيل الحرب التجارية والاضطرابات الجيوسياسية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.