أخبار عاجلة
6 كنوز مخفية في أكياس الشاي المستعملة -

مقبرة المطارنة في دير مار متى.. طقس دفن فريد يروي أسرار الكنيسة السريانية العريقة

مقبرة المطارنة في دير مار متى.. طقس دفن فريد يروي أسرار الكنيسة السريانية العريقة
مقبرة المطارنة في دير مار متى.. طقس دفن فريد يروي أسرار الكنيسة السريانية العريقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب جبل دير القديس مار متى، شمال مدينة الموصل، تخفي جدران الكنيسة العريقة واحدة من أكثر أسرارها قدسية وغموضًا: مقبرة المطارنة.

هنا، ووفق تقليد كنسي قديم، يُدفن المطران جالسًا على كرسي منفرد، كما دأبت الكنيسة على ذلك عبر أجيالها. وآخر من حظي بهذا الدفن المهيب كان المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون، الذي وُضع جثمانه في هذه المقبرة المقدسة.

 

*موقع المقبرة وتصميمها الأصلي

تقع المقبرة بجوار الكنيسة الرئيسية للدير، وتحديدًا ضمن تضاريس الجبل، حيث تبدو كمغارة متفرعة من الداخل. يمكن الوصول إليها من خلال باب صغير داخل الجدار الشرقي للكنيسة، كما يظهر في المخطط المرفق والصور التوثيقية التي أُخذت بعد أعمال التأهيل الأخيرة.

تاريخيًا، كانت المقبرة عبارة عن فضاء واسع مخصص لدفن المطارنة، وكان يتصل بها ملحق صغير يُستخدم كمخزن للوازم الكنسية. ومن هذا المخزن، تمتد مغارة محفورة يدويًا داخل الجبل، وهو الأسلوب التقليدي المتبع في نحت المغاور في تلك العصور.

---

*تأهيل المقبرة وتوسعتها (2005–2006)

مع بدء مشروع إعمار الدير بين عامي 2005 و2006، شمل العمل إعادة تأهيل المقبرة القديمة وتنظيفها من المخلفات. وتم تحويل المغارة والمخزن الملحق بها إلى مقبرة إضافية مجهزة لاستيعاب عدد أكبر من كراسي المطارنة، حيث جرى تطوير مخطط حديث يعتمد على بناء غرف دفن صغيرة ومنعزلة.

كل غرفة تُغلق بعد الدفن بجدار من البناء، ويكون الجدار مشتركًا بين غرفتين متجاورتين. تبدأ عملية الدفن من الغرفة الأبعد، والمؤشرة بالرقم (1) على المخطط، ثم تُستخدم الغرف (2، 3...) تباعًا حسب الحاجة.

*تفاصيل فنية ومعمارية

تم تغليف الجدران الداخلية والأبواب المؤدية إلى المقابر بـ"الفرش الموصلي"، لإضفاء طابع من النظام والهيبة. وبعد مراسم الدفن، تُغلق الفتحات بالبناء لتصبح كل غرفة معزولة تمامًا.

كما أُعيد تأهيل أرضية المقبرة، وتسويتها وتغليفها بالكامل بالفرش الموصلي، لتكون على نفس منسوب أرضية الكنيسة من الداخل، ما يعكس تكاملًا معماريًا وروحيًا فريدًا في تصميم المكان.

*مرونة في عدد القبور حسب الحاجة

تشير المخططات إلى أن عدد أماكن الدفن (كما هو موضح بالرقم 6) قد يزيد أو ينقص بحسب ما تراه إدارة الدير مناسبًا، سواء لأسباب طقسية أو لظروف ميدانية معينة.

إن مقبرة المطارنة في دير مار متى ليست مجرد مكان للدفن، بل هي شاهد على تقاليد كنسية راسخة، وعمق تاريخي وروحي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في المنطقة.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ريفيرو يرفض قضاء لاعب الأهلي لفترة معايشة في بايرن ميونيخ الألماني
التالى أستراليا: تلقينا إخطارًا أمريكيًا بأن الرسوم المفروضة علينا هي الأدنى عالميًا