قفزت قيمة الطلب العالمي على الذهب في الربع الثاني من عام 2025 بنسبة 45% على أساس سنوي؛ ما يعكس شهية المستثمرين نحو المعدن الأصفر.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فقد بلغت قيمة الطلب على الذهب عالميًا قرابة 132 مليار دولار خلال الأشهر الممتدة من أبريل/نيسان وحتى نهاية يونيو/حزيران 2025.
وخلال الربع الثاني من عام 2025، ارتفع حجم الطلب العالمي على الذهب -يشمل نشاط التداول خارج البورصة- إلى 1249 طنًا، بزيادة 3% عن مستواه البالغ 1210 أطنان خلال المدة نفسها من العام الماضي.
في المقابل، ارتفع إجمالي المعروض العالمي من الذهب بنسبة 3% على أساس سنوي، ليصل إلى 1249 طنًا، مع تسجيل المناجم إنتاجًا قياسيًا بلغ 909 أطنان، في حين ارتفع الإنتاج من إعادة التدوير بنسبة 4% على أساس سنوي ليصل إلى 347 طنًا.
الطلب العالمي على الذهب في الربع الثاني 2025
كانت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المحرك الرئيس لارتفاع الطلب العالمي على الذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري، لا سيما الصناديق المدرجة في آسيا، بحسب التقرير الفصلي الصادر عن مجلس الذهب العالمي الأربعاء 31 يوليو/تموز 2025.
وبإضافة تدفقات الربع الأول البالغة 227 طنًا، زادت الحيازات العالمية لهذه الصناديق بمقدار 397 طنًا في النصف الأول من العام، وهو أقوى أداء نصف سنوي منذ الرقم القياسي المُسجّل في النصف الأول من عام 2020 والبالغ 734 طنًا.
على الجانب الآخر، شهدت الاستثمارات في السبائك والعملات الذهبية انتعاشًا بنسبة 11% على أساس سنوي، لتصل إلى 307 أطنان، بقيادة المستثمرين الصينيين الذين ضاعفوا مشترياتهم بنسبة 44% لتصل إلى 115 طنًا، تلاهم الهنود بـ46 طنًا.
أما في الأسواق الغربية فظهرت تباينات واضحة؛ إذ تضاعف صافي الاستثمار الأوروبي في الذهب إلى 28 طنًا، في حين تراجع الطلب الأميركي إلى النصف ليسجل 9 أطنان.
ورغم تباطؤ وتيرة شراء البنوك المركزية، فإنها أضافت 166 طنًا خلال الربع الثاني، ويؤكد هذا الاتجاه استمرار حالة القلق الاقتصادي والجيوسياسي، إذ أظهر استطلاع حديث أن 95% من مسؤولي إدارة الاحتياطيات يتوقعون زيادة احتياطيات البنوك المركزية من الذهب خلال الشهور الـ12 المقبلة.
ويوضح الإنفوغرافيك الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أداء الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري:
أسعار الذهب في الربع الثاني
بلغ متوسط أسعار الذهب في الربع الثاني من العام الجاري 3 آلاف و280 دولارًا للأوقية، بزيادة سنوية بلغت 40%، وربع سنوية في حدود 15%.
وشهد الطلب على الجواهر في الربع الثاني من عام 2025 تراجعًا بنسبة 14% على أساس سنوي، ليقترب من أدنى مستوياته منذ جائحة كورونا (2020).
وجاء ذلك مع انخفاض الطلب في الصين بنسبة 20%، وفي الهند بنسبة 17% على أساس سنوي، ورغم ذلك، فقد ارتفعت القيمة الإجمالية لسوق الجواهر عالميًا لتصل إلى 36 مليار دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبينما واجه الطلب العالمي على الذهب في قطاع التقنيات تحديات بفعل الرسوم الأميركية المحتملة، واصل الطلب ارتفاعه في التطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وتعليقًا على أداء السوق، قالت كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي، لويز ستريت، إن الاضطرابات المتزايدة في السياسة التجارية والتقلبات في سياسات الولايات المتحدة، إلى جانب توتر الأوضاع الجيوسياسية، شكّلت أرضًا خصبة لتدفق رؤوس الأموال إلى الذهب بوصفه الملاذ الآمن في وقت الاضطرابات.
ومع ذلك، تتباين التوقعات لما تبقى من العام؛ فرغم ترجيحات استقرار الأسعار ضمن نطاق محدود، يبقى احتمال تسجيل مزيد من الارتفاعات قائمًا، إذا شهدت الأسواق العالمية أي تدهور اقتصادي، أو تفاقم للأزمات السياسية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
الطلب العالمي على الذهب في الربع الثاني من مجلس الذهب العالمي
