تواجه العاصمة طهران أزمة مياه حادة، حيث جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، من احتمال جفاف السدود التي تمد طهران بالمياه خلال الأشهر القادمة، بسبب زيادة نسبة الاستهلاك.
طهران على حافة الجفاف المائى
وأكد بزشكيان بأنه إذا لم تتمكن السلطات من إدارة الوضع في طهران ووجود تعاون من جانب المواطنيينو ترشيد استهلاك المياه، فلن يوجد ماء في السدود.
وأضاف أن الاحتياطيات قد تنفد بحلول شهر أكتوبر عندما تُفتح المدارس عادة وتزداد الحاجة إلى المياه قبل بداية موسم الأمطار.
وتشهد إيران واحدة من أسوأ موجات الجفاف المسجلة، وللعام الخامس على التوالي. كما تعاني البلاد من حرّ شديد.
واستجابة للأزمة، خفضت السلطات ضغط المياه في طهران بنحو النصف، مما أثر على نحو 80% من الأسر، بحسب ما أعلن محافظ طهران محمد صادق معتمدين.
وأعلنت الحكومة الإيرانية، الأسبوع الماضي، عطلة رسمية لمدة يوم واحد في محافظة طهران، بالإضافة إلى مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لتوفير المياه والكهرباء.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن الحكومة تدرس الآن منح الناس في طهران عطلة رسمية لمدة أسبوع، على أمل أن يغادر الناس المدينة مؤقتًا، مما يؤدي إلى خفض الطلب على المياه.
ويشير خبراء المياه إلى سوء الإدارة باعتباره العامل الرئيسي في الأزمة.
وقال أمير أغا كوتشاك، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية وعلوم نظام الأرض في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، إن الأنشطة البشرية، بما في ذلك الضخ المفرط للمياه الجوفية، وممارسات الزراعة غير الفعالة، والاستخدام غير المنضبط للمياه في المناطق الحضرية، دفعت المنطقة "نحو ما يمكن وصفه فقط بإفلاس المياه".
يُفاقم تغير المناخ الوضعَ السيء. فقد شهدت إيران انخفاضًا في هطول الأمطار بأكثر من 40% هذا العام مقارنةً بالمتوسط طويل الأمد، وتُشير شركة مياه طهران الإقليمية إلى أن السدود التي تُغذي العاصمة تعمل بنحو 21% من طاقتها الاستيعابية، وفقًا لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء.
شح مائي
صرّح وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، لوكالة مهر نيوز ، بأنّ جميع محافظات إيران الـ 31، باستثناء محافظة واحدة، تعاني من شحّ مائي.
وقال مدني إن الحكومة تلجأ إلى إجراءات مؤقتة، مثل مشاريع جديدة لنقل المياه. وأضاف أن الحلول التقنية، مثل تحلية المياه وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، يجب أن تكون جزءًا من الحل، لكن "هذه الحلول تعالج الأعراض مؤقتًا دون علاج السبب".