النوم الزائد
النوم الزائد .. نعلم جميعًا أن قلة النوم تُؤثر سلبًا على صحتنا، حيث تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب وضعف جهاز المناعة. لكن هل سبق وفكرت أن النوم المفرط قد يحمل مخاطر مماثلة؟ الأبحاث الحديثة وبيانات النوم على المستوى العالمي دفعت الخبراء إلى إعادة تقييم مفهوم النوم “الصحي”.
خطر يهدد حياتك بسبب النوم الزائد
تشير الدراسات الحالية إلى أن الحصول على أكثر من تسع ساعات من النوم يوميًا بانتظام قد يُشكل تهديدات صحية أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، وربما يتجاوز خطر قلة النوم. إذ يمكن أن يرتبط النوم المفرط بمعدلات وفاة أعلى، فضلاً عن ارتباطه بمشكلات صحية مزمنة مثل السكري والاكتئاب، مما يجعله أحيانًا مؤشراً محتملاً لوجود مشاكل أعمق تستوجب الاهتمام، قبل التفكير في تعديل وقت المنبه ليصبح مبكرًا.
هل النوم الزائد لفترات طويلة يسبب مشاكل صحية؟
النوم الزائد قد يكون مرتبطًا بمشاكل صحية معينة، لكن من المهم أن نلاحظ أن الدراسات تشير إلى وجود ارتباطات وليس علاقة سببية مباشرة بينهما. في كثير من الأحيان، يكون النوم الطويل عرضًا لحالة صحية أساسية، وليس السبب وراءها. على سبيل المثال، قد ينام الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لفترات أطول بسبب حاجة أجسامهم للراحة والتعافي، أو نتيجة ضعف جودة النوم الناتج عن حالات مثل انقطاع النفس النومي أو الألم العضلي الليفي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأدوية المستخدمة أو الإرهاق الناتج عن المرض إلى زيادة مدة النوم.
كما تلعب أنماط الحياة دورًا في هذه الظاهرة، حيث يرتبط التدخين والخمول البدني والسمنة بالنوم المفرط، وهذه العوامل قد تؤدي بشكل مستقل إلى تدهور الصحة. لذلك، رغم وجود ارتباط واضح بين كثرة النوم والمشاكل الصحية، فمن المحتمل أن تكون الأسباب الصحية الكامنة هي العامل المشترك بينهما.
