في أغسطس/آب من عام 2015، كانت مصر على موعد مع إنتاج غازي كبير، قدمه حقل نورس للغاز، الواقع في امتياز أبوماضي بمنطقة دلتا النيل، إذ بلغ الإنتاج الأول منه، الذي جاء في وقت غير متوقع، نحو 80 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ولكن خلال 3 سنوات فقط، سجل إنتاج الحقل قفزة ضخمة، ليصل إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي في عام 2018، ليُصنف الحقل -لاحقًا- بصفته واحدًا من أهم وأكبر 5 حقول منتجة للغاز الطبيعي في مصر، وفق قاعدة بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويشهد حقل نورس للغاز في الوقت الحالي خططًا طويلة ومتوسطة المدى لاستغلال احتياطياته، التي قُدرت في البداية بنحو تريليوني قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، قابلة للزيادة.
وتعلّق القاهرة آمالًا كبيرة على حقل نورس، بجانب حقول أخرى من بينها ريفين والنرجس، لاستئناف الصادرات التي توقفت مؤخرًا لتأمين الاحتياجات المحلية، مع تراجع إنتاج مصر من الغاز بقيادة حقل ظهر.
ورسميًا، وصلت مصر إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، لكن انخفاض الإنتاج الأخير، لا سيما في حقل ظهر الذي يُعد أكبر الحقول في البلاد، اضطر الدولة إلى استيراد الغاز المسال لتلبية الطلب المتزايد في الداخل.
معلومات عن حقل نورس
يُعد حقل نورس للغاز، الواقع في منطقة دلتا النيل، أحد أهم الاكتشافات الغازية خلال العقد الماضي، إذ أسهم بصورة كبيرة في عام 2015 في زيادة إنتاج الغاز في مصر.
وكان الاكتشاف العملاق قد جرى على يد شركة إيني الإيطالية، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للبترول، وذلك في منطقة "نيدوكو شمال غرب -2" بقطاع نورس الاستكشافي في امتياز أبوماضي، وفق ما طالعته منصة الطاقة.
وشهد حقل نورس أسرع خطة خلال السنوات الماضية لتنميته وتطويره، إذ إن الاكتشاف جرى في عام 2015، ليبدأ الإنتاج الأول من البئر الأولى خلال 45 يومًا فقط، خلال شهر أغسطس/آب من العام نفسه، بقدرة 80 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وفي شهر مايو/أيار 2016، بلغ إنتاج الحقل نحو 200 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى نحو 65 ألف برميل من النفط المكافئ، وذلك بعد حفر شركة إيني بئرين تنمويتين أخريين، من خلال شركتها التابعة "آيوك".
وبحلول عام 2018، بلغ عدد الآبار المحفورة في الحقل نحو 14 بئرًا تنموية، لتُسجل إنتاجًا عملاقًا بلغ 1.2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى نحو 8 آلاف و500 برميل من المكثفات، ونحو 115 طنًا من غاز الطهي يوميًا، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر.
وخلال العام نفسه، زادت السعة الاستيعابية لمحطات المعالجة في الحقل المقدرة بنحو 11.5 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، وذلك بهدف تحقيق أعلى استفادة من الاحتياطيات البالغة نحو تريليوني قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
مشروعات نقل الغاز من حقل نورس
بعد تطوير إنتاجه إلى مستويات عملاقة، شهد حقل نورس مشروعات تطويرية جديدة، من بينها خطوط نقل الغاز، إذ تأسس خطان، الأول يحمل إنتاج الحقل من الغاز إلى محطة معالجة الغازات في أبوماضي.
ويوصل الخط الآخر الغاز من الحقل إلى المحطة البرية في منطقة الجميل الواقعة بمحافظة بورسعيد، وذلك بهدف معالجة الغاز في محطة الجميل ثم ضخه في الشبكة القومية للغازات الطبيعية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن شركة إيني، تملك -من خلال شركتها "آيوك" التابعة لها في مصر- نحو 75% من منطقة امتياز غرب أبوماضي، في حين تملك شركة النفط البريطانية بي بي 25%، إذ أسستا شركة "بتروبل" المشتركة بينهما لتشغيل الامتياز.
وكان إنتاج شركة بتروبل المشتركة الإجمالي من النفط المكافئ في حقل نورس، قد بلغ حتى نهاية عام 2018، نحو 600 ألف برميل من النفط المكافئ، وهو ما اعتبرته وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية رقمًا قياسيًا.
يُذكر أن تقريرًا حديثًا لمنتدى الدول المصدرة للغاز -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- كان قد توقع أن يرتفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بمقدار 10 مليارات متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي في عام 2030.
وأشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع سيأتي مقارنة مع مستويات إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في عام 2021، إذ من المتوقع أن يُسهم هذا الإنتاج في تلبية الطلب المحلي المتزايد، كما سيضمن استمرار وجود مصر في سوق الغاز العالمية.
موضوعات متعلقة..
){kind=link}