واجهت سفينة دعم مفترق طرق في خطتها التشغيلية، بعدما تسبب حادث -وقع قبل عام- في تغيير مسارها العملي بشكل غير متوقع، وحصلت على حياة ونشاط جديدين.
ويبدو أن تداعيات الحادث أنقذت السفينة "توغ مور Tog Mor" من مصير مظلم؛ إذ إنه رغم مرور 50 عامًا على بنائها فإنها لم ينتهِ بها المطاف في سوق التخريد مثل نظيراتها بعد انقضاء عمرها التشغيلي.
واشتهرت السفينة بإنجاز تركيبات خطوط النقل والإمداد، وأسهمت في مد ما يزيد على 400 كيلومتر من خطوط الأنابيب، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ولم تقتصر أنشطة السفينة على دعم صناعة النفط والغاز؛ إذ اكتسبت بُعدًا تاريخيًا بمشاركتها في حدث انتشال عالمي عقب مرور 6 سنوات فقط من البناء.
وبصورة إجمالية، تُقدِّم سفن الدعم بعض الخدمات البحرية؛ من بينها: مد خطوط النقل تحت سطح البحر، وتزويد مواقع ومنصات بالكهرباء، وأعمال المناولة اللوجستية، ودعم توربينات الرياح، وغيرها.
حادث مصيري لسفينة دعم
تسبّبت عاصفة في جنوح سفينة الدعم "توغ مور" خلال سبتمبر/أيلول العام الماضي (2024)، خلال مرورها في مياه الخليج المكسيكي.
وألحق الحادث أضرارًا قوية بهيكل السفينة، بعد أن تسربت المياه داخلها وطالت: السطح الرئيس، والرافعات، ومعدات نظام الرسو، ومواقع إقامة وتسكين الطاقم الذي أُنقِذ.
وعلى إثر ذلك، طُرحت السفينة ذات الـ50 عامًا للبيع من قِبل شركة "أولسيز Allseas" المالكة لها، وهي شركة مقاولات بحرية سويسرية هولندية.

ويبدو أن الحادث كان بمثابة نقطة مفصلية في رحلة حياة "توغ مور"؛ إذ اشترتها شركة "هيبو HEBO" الهولندية وأنقذتها من مصير التفكيك والهدم والتخريد.
وعلى مدار عام كامل منذ وقوع الحادث، باشرت الشركة المالكة الجديدة إصلاح هذه الأضرار، وتغيير المعدات التالفة، وتهيئة موقع الإقامة ليتسع إلى 144 من أفراد طاقمها، وتحديث المرافق.
وظهرت السفينة في ثوب جديد خلال انعقاد مهرجان عالمي في روتردام قبل أيام، بعد عملية تجديد شاملة أجرتها الشركة المالكة الجديدة.
أنشطة جديدة
توافقت عملية تطوير سفينة دعم ومد خطوط الأنابيب "توغ مور" مع خطط شركة "هيبو" التوسعية، خاصة أن الرافعة الدوارة (التي تزن 300 طن) نجت من حادث الجنوح ولم تُصَب بأذى.
وتعتزم الشركة توجيه السفينة لدعم مشروعات الطاقة، ويشمل ذلك أنشطة: وقف تشغيل المنصات، وعمليات الإنقاذ وإزالة الحطام.
وتضمّنت التعديلات تغيير اسم سفينة الدعم من "توغ مور" إلى "هيبو- سي بي 1"، وفق تفاصيل نشرها موقع ماريتايم جورنال.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"هيبو" الهولندية ماريوس بونت، إن انضمام السفينة "هيبو- سي بي1" إلى أسطول الشركة يعزز أنشطتها، ويضمن خدمات أفضل لعملاء الشركة في قطاع الطاقة والمشروعات البحرية.
وتنتشر سفن الخدمات والدعم والإمدادات التابعة للشركة الهولندية في موانيها والمضائق المائية، بألوان جذابة ولافتة، لدعم أعمال النقل، وتركيب توربينات الرياح وتفكيكها، وحصار التسربات النفطية، خاصة في ميناء روتردام.
وقد يُشير ذلك إلى مساهمة سفينة الدعم والإمداد (توغ مور سابقًا) في أنشطة طاقة الرياح، بجانب دورها في صناعة النفط.

دور تاريخي
على مدار عمرها البالغ 50 عامًا، حظيت سفينة دعم وإمداد خطوط الأنابيب بأكثر من اسم.
وأُطلق عليها في العام الأول من البناء 3 أسماء، هي: (بايغي أوف كيشورن، دينو 2، إس إم إل 168)، قبل أن تستقر شركة "أولسيز" على "توغ مور"، وتغيره شركة "هيبو" إلى "هيبو سي بي 1" مؤخرًا في أحدث تسمية للسفينة.
وشاركت السفينة المبنية عام 1976 في حدث تاريخي؛ إذ انتشرت صورها لدى ملايين المشاهدين في العالم وهي تشارك في انتشال بقايا حطام سفينة "ماري روز" الحربية من قاع البحر عام 1982، بعد غرقها قبل مئات السنين.
ونظرًا إلى أهمية حدث الانتشال، نقلت "هيبو سي بي 1" الحطام من قاع البحر في إطار وقاعدة من الصلب مخصصين لهذا الغرض، إلى سطح بارجة تسحبه حتى الشاطئ.
ونجحت عملية النقل من خلال "توغ مور سابقًا"، ليعرض حطام "ماري روز" حاليًا في متحف بحوض بناء سفن شهير في إنجلترا.
ويزيد وزن سفينة دعم "هيبو سي بي 1" على 7 آلاف طن، ويستقر غاطسها في المياه الضحلة بعمق يتراوح بين مترين و3.5 مترًا، في حين يقدر طولها بنحو 111.4 مترًا ويقترب عرضها من 27.5 مترًا.

موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: