أكدت الدكتورة شيرين غالب، نقيب أطباء القاهرة، أن ما يُسمى بـ"كشف العذرية" ليس مفهومًا طبيًا أو علميًا على الإطلاق، بل هو مجرد "موروث اجتماعي وثقافي" منتشر في بعض الدول، مشددة على أن كلًا من منظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة، ونقابة الأطباء المصرية، يمنعون منعاً باتاً إجراء هذا الاختبار غير العلمي، الذي يمكن أن يؤدي إلى "جرائم شرف".
مفهوم خاطئ بالمرة
وأوضحت "غالب"، خلال حوارها لـ"بودكاست الحكيم"، مع الإعلامية مي عصام، أن إصرار بعض الأزواج على رؤية الدم في ليلة الزفاف يُعدّ مفهومًا خاطئًا بالمرة؛ فمن الناحية الطبية، لا يمكن اعتبار وجود الدم علامة على العذرية، وذلك لعدة أسباب علمية أهمها اختلاف طبيعة الغشاء، حيث أن بعض الفتيات يُولدن دون غشاء بكارة من الأساس، أو يكون الغشاء من النوع المرن (الحلقي) الذي لا يتمزق بسهولة وقد لا ينزف أثناء العلاقة، فضلًا عن كمية الدم؛ حتى في حال وجود الغشاء وتمزقه، فإن الدم لا يكون "بحورًا" كما يعتقد البعض، بل مجرد نقطتين أو ثلاث، وقد يكون خفيفًا جدًا لدرجة يصعب رؤيته أو يختلط بسوائل الجسم.
الشرف لا علاقة له بأي جزء من الجسد
وأكدت أن الشرف لا علاقة له بأي جزء من الجسد، بل هو نتاج تربية سليمة ووعي، وأن الشرف والكرامة ليسا أمورًا جسدية.
وحذرت الدكتورة شيرين غالب، من أن إجراء هذا الكشف يُعد خطأً طبيًا جسيمًا يُعرّض الطبيب للمساءلة القانونية والسجن، مؤكدة أن هذه الممارسة لا تستند إلى أي أساس علمي، وأنها مخالفة صريحة لأخلاقيات المهنة.
وفصّلت الفرق بين هذا المفهوم الخاطئ وبين الكشف الطبي الجنائي الذي يطلب في حالات الاغتصاب، موضحة أن الأخير يهدف إلى إثبات واقعة اعتداء، وليس لتقرير ما إذا كانت الفتاة "عذراء" أم لا، وأن تقرير الطب الشرعي لا يذكر أبداً كلمة "عذراء"، وأن وجود الغشاء أو إصابته يُدرج فقط كجزء من الإصابات التي لحقت بها.
الشرف يأتي من التربية ومتابعة الأبناء وليس من الخرافات والمعتقدات
واختتمت حديثها بتأكيد أهمية التوعية الاجتماعية، مناشدة الأهالي أن يعرفوا أن الشرف يأتي من التربية ومتابعة الأبناء، وليس من الخرافات والمعتقدات البالية التي لا تستند إلى علم أو دين، والتي قد تؤدي إلى نتائج كارثية وتدمير حياة الفتيات.