طهران ترفض "آلية الزناد" وتستبعد التفاوض مع واشنطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في موقف حازم، أعلنت إيران رفضها القاطع لأي محاولة من قبل القوى الأوروبية لتفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات الأممية، مؤكدة أن هذا الإجراء يفتقر إلى الشرعية ولا يحق للأوروبيين اللجوء إليه، حسب ما جاء في التصريحات الرسمية للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمره الأسبوعي في طهران.

وقال بقائي إن المحادثات الأخيرة التي جرت في إسطنبول بين طهران وممثلي الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) انحصرت بشكل صريح في الملف النووي ومسألة رفع العقوبات، نافياً إدراج أي قضايا أخرى على جدول الأعمال. 

وأضاف: "أي محاولة من بعض الدول الغربية لإقحام ملفات خارج نطاق التفاهمات القائمة تعكس ارتباكاً سياسياً واضحاً لديها".

وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده ترفض بشكل مطلق إدخال أي ملفات دفاعية أو إقليمية ضمن هذه المفاوضات، مشدداً على أن "قضايا الدفاع الوطني غير قابلة للتفاوض، وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تستدعي تعزيز القدرة الردعية لإيران أكثر من أي وقت مضى".

وبحسب بقائي، فإن إيران نقلت موقفها الرافض لتفعيل آلية الزناد بشكل مباشر إلى نظرائها الأوروبيين خلال لقاء إسطنبول، مؤكدة أن مثل هذا الإجراء لا يملك سنداً قانونياً ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). 

وتنص هذه الخطة على أنه يمكن لأي طرف مشارك إعادة فرض العقوبات في حال حدوث "انتهاك كبير"، وهو ما تنفيه طهران.

من جانبها، لوّحت فرنسا، الأحد، بفرض عقوبات أوسع على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول نهاية أغسطس، يشمل بالإضافة إلى البرنامج النووي، أنشطة طهران الصاروخية والإقليمية. ورداً على ذلك، جدّدت إيران موقفها بأن المحادثات لا تشمل سوى البرنامج النووي، وأنها لن تقبل بتوسيع نطاق التفاوض.

لا حوار مباشر مع واشنطن

وفي ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، شدد بقائي على أن إيران لا تخطط لعقد أي مفاوضات مباشرة مع واشنطن في المرحلة الراهنة. وقال: "ليست لدينا أي خطة للحوار مع الولايات المتحدة حالياً. أي قرار بهذا الشأن سيتخذ بناءً على مصلحة البلاد والضرورة الوطنية، وسيتم الإعلان عنه في حينه".

اتهام إسرائيل بالضلوع في هجوم زاهدان

في سياق موازٍ، اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف محكمة في مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد يوم السبت، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مهاجمين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين.

وقال بقائي: "لا شك أن الكيان الصهيوني يقدّم دعماً مالياً ولوجستياً للجماعات الإرهابية التي تستهدف إيران. هذه الحقيقة تم إثباتها مراراً عبر السنوات". وأضاف أن الهجوم يندرج ضمن "أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي"، متهماً إسرائيل بمحاولة بث الفوضى داخل إيران.

بدوره، اعتبر رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إجئي، أن هذه الأعمال تأتي بتوجيه من "قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة"، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات لن تثني إيران عن موقفها.