الجيزة في ظلام دامس بسبب عطل في محطة محولات جزيرة الذهب
في مشهد أعاد إلى الأذهان سيناريوهات الطوارئ، دخلت محافظة الجيزة في سباق مع الزمن لإعادة النور والحياة إلى مناطقها بعد عطل مفاجئ ضرب محطة محولات جزيرة الذهب، وساعات طويلة من الانقطاع، وعمليات إصلاح شاقة، ومولدات طوارئ تهرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... هذا ما يدور خلف كواليس الظلام الذي غطى الهرم وفيصل وساقية مكي.
البدء الفوري في تغيير أجزاء واسعة من الكابلات الكهربائية
وبحسب مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فقد أخفقت محاولات إصلاح الكابل المتضرر لأكثر من 18 ساعة متواصلة، ما استدعى البدء الفوري في تغيير أجزاء واسعة من الكابلات الكهربائية داخل محطة جزيرة الذهب.
العطل المفاجئ أدى إلى انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن مناطق متعددة من الجيزة، منذ الساعة 11 مساء أمس وحتى لحظة كتابة هذه السطور.
وأوضح المصدر في تصريح خاص، أن أعمال تغيير الأجزاء المحترقة من الكابلات ما زالت جارية، ومن المتوقع أن تستغرق بين 4 إلى 5 ساعات إضافية.
وكشف المصدر عن موعد عودة الكهرباء بشكل كامل للمناطق المتأثرة، مشيرا إلى أن من ساعتين إلى ثلاث ساعات ستعود الكهرباء في المناطق المتأثرة بكسل نهائي.
توفير ماكينات ديزل احتياطية بقدرة إجمالية تبلغ 40 ميجا وات
في هذه الأثناء، بدأت شركات توزيع الكهرباء في توفير ماكينات ديزل احتياطية بقدرة إجمالية تبلغ 40 ميجا وات، في محاولة لتشغيل محطات مياه الشرب والمرافق الحيوية فقط، دون التوسع إلى تغذية المنازل.
وأشار إلى أن الأحمال الكهربائية المنقطعة بسبب هذا العطل تقدر بـ 140 ميجا وات، وهو ما يفوق قدرة المولدات المتاحة حاليًا، ما يجعل من الصعب إعادة التيار إلى المنازل قبل انتهاء الإصلاحات بالكامل.
وأكد أن شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء دفعت بـ 20 ماكينة ديزل، بينما شاركت أيضًا شركتا جنوب القاهرة والقناة في الدعم الفني والتقني.
من جانبه، أصدر المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، توجيهات عاجلة لشركة جنوب القاهرة برئاسة المهندس طارق عبد الشافي بتكثيف جهودها وتوفير المزيد من المولدات الاحتياطية، في محاولة لإنهاء الأزمة التي دخلت يومها الثاني وسط حالة من الترقب بين المواطنين.
وتُسلّط هذه الأزمة الضوء على هشاشة بعض مفاصل البنية التحتية الكهربائية في مصر، وضرورة تسريع خطط الإحلال والتجديد للكابلات والمحولات الحيوية، فبعد 19 ساعة من الانقطاع، لا تزال مناطق الجيزة والهرم وفيصل وساقية مكي تعتمد فقط على 40 ميجا وات من قدرات الطوارئ، بينما يبلغ إجمالي الأحمال المفصولة 140 ميجا وات.
وتعمل الجهات المعنية على مدار الساعة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، لكن تكرار مثل هذه الحوادث يدعو إلى مراجعة شاملة لخطط الصيانة والتأمين الفني، ويبقى المواطن هو المتضرر الأول من أي تأخير، وسط مطالبات متزايدة بالشفافية وسرعة التحرك.
