أخبار عاجلة

"غزة-هونج كونج"| خطة إسرائيلية جديدة للقطاع المنكوب.. ما القصة؟

"غزة-هونج كونج"| خطة إسرائيلية جديدة للقطاع المنكوب.. ما القصة؟
"غزة-هونج كونج"| خطة إسرائيلية جديدة للقطاع المنكوب.. ما القصة؟

يبدو أن فكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" قد فقدت بريقها لدى تل أبيب التي أدركت أنها غير ذات جدوى. فبعد أن كانت مطروحة كنموذج لإعمار القطاع، تحول التفكير الإسرائيلي نحو خطة جديدة يطلق عليها اسم "غزة - هونج كونج". تهدف هذه الخطة، بحسب ما تسرب من معلومات، إلى تحويل قطاع غزة إلى منطقة اقتصادية خاصة مزدهرة، بعيدًا عن السيطرة السياسية لحركة حماس، مع إبقائها تحت إشراف أمني إسرائيلي أو دولي.

ترتيبات اليوم التالي

وتأتي هذه الأفكار في سياق البحث عن حلول لمستقبل القطاع بعد العمليات العسكرية الأخيرة والتدمير الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصاد في غزة، وإسرائيل تسعى لإيجاد طريقة تضمن أمنها وتخفف عنها عبء إدارة القطاع بشكل مباشر، مع تقديم رؤية لتعافيه الاقتصادي. 

ويبدو أن مدينة "هونج كونج" الصينية تعجب تل أبيب أكثر من "الريفييرا" وسنغافورة وحتى أكثر من موناكو، إذ تخطط تل أبيب لتحويل القطاع المدمر إلى مكان يشبه هونج كونج. وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وكشفت "الإندبندنت" أن النائبين في الكنيست الإسرائيلي تسيفي سوكوتس، وليمور سون هار ميلخ قد جهزا خطة مفصلة لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، وأطلقا عليها اسم "غزة-هونج كونج". وفيها، تخطط تل أبيب لتحويل مدينة الأنقاض إلى مدينة حديثة تشبه المنطقة الإدارية الصينية. وبعدما باتت الخطة جاهزة بكل تفاصيلها، عُرضت على الكنيست لدراستها ومن ثم إقرارها والبدء في تنفيذها فور تحقيق هدف الحرب الأول المتمثل في إعادة الرهائن من أيدي مقاتلي "حماس".

الخطة تشبه جميع الخطط السابقة التي طرحت في شأن مستقبل القطاع بعد الحرب، فهي لا تختلف في جوهرها عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحويل مدينة القتال إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وتتشابه مع أفكار جعل منطقة الدمار مثل موناكو، وكذلك تتوافق مع فكرة تحويل غزة إلى سنغافورة الشرق.

لكن الاختلاف الوحيد في "غزة-هونج كونج" هو أن إسرائيل تريد القطاع منطقة لها، وتنص الخطة على أن "هونج كونج الشرق الأوسط" ستكون "للإسرائيليين فقط". إذ يجري بناء مئات الوحدات الاستيطانية ومنطقة تجارة حرة ومواصلات مدمجة بالذكاء الاصطناعي فوق أنقاض مباني الغزيين المدمرة.

وفقًا لتفصيل خطة "غزة-هونج كونج"، فإن الخطوة الأولى هي مرحلة التهجير، وتتضمن إخراج جميع الغزيين من القطاع نحو دول ثالثة، وهو ما اقترحه ترامب من قبل. وبعد التهجير، تبدأ المرحلة الثانية وهي تنظيف المناطق من الدمار والمتفجرات من طريق نقل أنقاض المباني لإنشاء جزر اصطناعية وإقامة مراس وتثبيت التربة، ويُقدر أن خطوة إزالة الأنقاض تستغرق ما بين عام وثلاثة أعوام.

أما المرحلة الثالثة، فهي إعلان السيطرة على غزة وبدء تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق:

المنطقة الأولى في الشمال وتسمى "بوابة العالم": تشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية، ومراكز مدنية وبلدات وبنى تحتية عامة، ويستغرق تنفيذها ما بين ثلاثة وسبعة أعوام.

والمنطقة الثانية وسط القطاع: فيها مدينة متقدمة ذكية وخضراء تضم 450 ألف وحدة سكنية وشبكة طرق ومحطات قطارات ومناطق سياحية وموانئ وجزر اصطناعية ومستشفى ومطار ومراكز مؤتمرات ومناطق تسوق ومطاعم فوق جزيرة اصطناعية، ويجري تنفيذها خلال 10 أعوام.

والمنطقة الثالثة جنوب القطاع: تضم 200 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى مناطق زراعية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، وكذلك ستقام جامعة ومستشفى ومعاهد بحث وتطوير. وفي قلب هذه المنطقة يخطط لإنشاء مدينة جديدة بحجم 100 ألف وحدة سكنية وميناء بحري حديث سيكون بوابة خروج واتصال لمحور بري من الهند إلى أوروبا، ويرتبط بالمحور الشرقي للسكك الحديد المعروف في الخطة بـ "محور ترامب".

ويقول عضو الكنيست تسيفي سوكوتس: "نسعى إلى إقامة مدينة غير عادية بكل المقاييس تشبه هونج كونج وفيها منطقة تجارة حرة ومواصلات مدمجة بالذكاء الاصطناعي وجزيرة صناعية وميناء بحري ذكي ومستشفيات روبوتية وبناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية"، مضيفًا "لن تأخذ وقتًا طويلًا وستستغرق 15 عامًا فقط، وخلالها سنعمل على تحويل المدينة الممزقة إلى جوهرة الشرق الأوسط على غرار هونج كونج، وندرس نقل نموذج المدينة الصينية ونخطط لاستخدام الطائرات المسيرة للمواصلات وتركيب شبكات طاقة لكل منزل بحيث تتحول إلى محطات توليد كهرباء منزلية، وكل ذلك سيكون للإسرائيليين فقط وليس لكل الوافدين، كما أنه ليس للفلسطينيين إذ سيجري تهجيرهم".

وبمناقشة الكنيست هذه الخطة، فإن هذا الأمر يعد تحولًا في موقف البرلمان الإسرائيلي الذي تجنب مناقشة خطة عملية لإعادة الوجود الإسرائيلي إلى قطاع غزة علنًا.

خطط سابقة لغزة: من "سنغافورة الشرق" إلى "موناكو"
ليست هذه الخطة الأولى التي تدرس تحويل غزة إلى أي شيء في العالم لا يشبه القطاع بصورته قبل السابع من أكتوبر 2023. ففي فبراير الماضي، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لنقل سكان غزة إلى دول مجاورة لتحويل القطاع إلى وجهة سياحية عالمية أطلق عليها "ريفييرا الشرق الأوسط"، ترتكز على السياحة والزراعة والتكنولوجيا مع إقامة فنادق ومرافق فاخرة وأبراج سكنية تصل إلى 30 طابقًا، في حين تُستخدم المناطق الوسطى للزراعة الحديثة والبيوت المحمية. 

وفي خطة ترامب، فإن غزة ستصبح موطنًا لشعوب العالم وليس للغزيين الذين لن يعودوا إليها ولا للإسرائيليين الذين يخططون لاحتلالها، وإنما وجهة عقارية للمستثمرين ورجال الأعمال وغيرهم. قبل خطة "الريفييرا"، طرح ترامب فكرة تحويل غزة إلى موناكو، وقال "دمرت في غزة مساحات واسعة خلال الضربات الجوية والبرية الإسرائيلية، وإذا أعيد بناؤها بالطريقة الصحيحة فستكون موناكو، ولديها أفضل موقع في الشرق الأوسط وأفضل مياه".

وفي بداية الحرب، طرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة تحويل غزة إلى "سنغافورة الشرق"، وقال إنها "ستكون مجردة من السلاح ومرتبطة بالعالم في ممرين بحري وبري يسمحان لسكان القطاع بالتحرك بحرية نسبية من وإلى القطاع"، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك ولم يطرح هذا العرض للجمهور الإسرائيلي ولا على الكنيست. ولم تعجب أي من هذه الخطط الغزيين، حيث لا يزال السكان في القطاع يحبذون الخطة العربية لإعمار غزة، والتي تقتضي وقف التهجير وإعادة بناء غزة بطريقة حديثة ولكن بحسب الطراز الفلسطيني وتحت إدارة السلطة الفلسطينية.

عقبات أمام تنفيذ الخطة
رغم الطموح الكامن في هذه الخطة، فإنها تواجه تحديات هائلة وعقبات متعددة تجعل تطبيقها في غاية الصعوبة، إن لم يكن مستحيلًا في ظل الظروف الراهنة. أولًا، يأتي التحدي الأمني والسياسي: فوجود حركة حماس في غزة وسيطرتها على القطاع يمثل العقبة الأكبر أمام أي خطة إسرائيلية. فهل ستقبل حماس، أو أي فصيل فلسطيني آخر، بنموذج اقتصادي يُفصل عن السيادة الوطنية ويُبقي القطاع تحت إشراف أمني خارجي؟ ثانيًا، البنية التحتية المدمرة: يحتاج القطاع إلى إعادة إعمار شاملة تتطلب استثمارات ضخمة، وهو ما قد لا يتوفر بسهولة في ظل عدم الاستقرار المستمر. ثالثًا، القبول الدولي والفلسطيني: تحتاج هذه الخطة إلى قبول واسع من المجتمع الدولي، ومن الأطراف الفلسطينية المختلفة، وهو أمر بعيد المنال حاليًا في ظل رفض الفلسطينيين لأي خطط لا تضمن حقهم في تقرير مصيرهم وسيادتهم الكاملة. وأخيرًا، لا تزال تداعيات العمليات العسكرية الأخيرة قائمة، مما يجعل الأجواء غير مواتية لمثل هذه المشاريع الطموحة دون إيجاد حلول جذرية للصراع، وفقًا لصحيفة "الإندبندنت".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خاص لـ تحيا مصر: أحمد حسن كوكا يجتاز الكشف الطبي في الاتفاق السعودي تمهيدًا للانضمام الرسمي
التالى مودرن سبورت يرافق بيراميدز في المجموعة الثانية بكأس عاصمة مصر