أثار إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بـدولة فلسطين في وقت لاحق من العام الجاري، أي في سبتمبر 2025 تباينًا واسعًا في ردود الفعل الفلسطينية، ما بين من اعتبره خطوة إيجابية ومهمة نحو الاعتراف الدولي، ومن رأى فيه مجرد لفتة رمزية لا تُغير في واقع الاحتلال.
هذا التباين يعكس التعقيد الذي ينظر به الفلسطينيون إلى مثل هذه القرارات، التي غالبًا ما تُحمل آمالًا كبيرة ولكنها تواجه اختبار الواقع على الأرض.
وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فقد عنونت العديد من الصحف الفلسطينية إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذا الخبر، مما يدل على الأهمية التي أُعطيت للخطوة الفرنسية، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
آمال بتغيير الواقع وتعزيز الاستقرار
وعبّر بعض الفلسطينيين عن تفاؤلهم بهذا القرار، معتبرين إياه دافعًا لدول أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة. فقد صرح بعض سكان رام الله، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنهم يأملون في أن يُنفذ هذا القرار وأن تحذو معظم دول العالم حذو فرنسا في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، بل ذهبوا إلى أن "قرار الدولة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين هو قرار مهم للغاية
وقال أحدهم: "نحن نأمل في أن تأخذ باقي الدول الأوروبية إجراءات اعترافية بدولة فلسطين". وأضافوا أن "كل هذه القرارات لا تؤكد فقط حق الشعب الفلسطيني إنما هي قرارات تسهم في تغيير الواقع العنيف في المنطقة وتؤدي إلى مزيد من الاستقرار".
ولفتت الصحيفة الكندية إلى أن هذا التفاؤل ينبع من رؤية أن الاعتراف الدولي المتزايد قد يضغط على إسرائيل ويساهم في تحقيق تسوية سياسية أكثر عدلًا.
شكوك حول الفعالية وتحديات الواقع على الأرض
على الرغم من التفاؤل، عبّر محللون ونشطاء آخرون عن رؤية أكثر حذرًا، مشددين على أن الاعتراف الرمزي قد لا يكون كافيًا لمواجهة التحديات الجسيمة على الأرض. ويبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تواجه أزمة من نوع خاص، بعد الإعلان الفرنسي، وقد دعا نائب رئيس الوزراء إلى ضم الضفة الغربية ردًا على ذلك.
ويتساءل المراقبون: "في الأثناء، فإن السؤال المطروح بالنسبة إلى الفلسطينيين هو ما الذي ستفعله فرنسا الآن في مواجهة الجوع الذي فرضته إسرائيل على غزة". من جانبهم، شدد خبراء ونشطاء على أن "ما كان يجب على فرنسا أن تعترف به هو الإبادة الجماعية المستمرة واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء هذه الإبادة والاحتلال"، بما في ذلك تعليق التجارة وقطع العلاقات الدبلوماسية.
كما أشار فريق من الخبراء إلى أن وعود فرنسا ليست سوى مجرد لفتة "رمزية"، وإن كانت دعوة ماكرون لإجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية "تجلب بعض الأمل". وتعكس هذه الآراء أن الفلسطينيين يتطلعون إلى خطوات عملية تتجاوز الاعتراف السياسي، لمعالجة قضايا جوهرية مثل إنهاء الاحتلال، وتداعيات الحرب في غزة، وحماية الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني على ترابه الوطني.