في تحذير صادم يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، في تصريحات لشبكة "الجزيرة"، عن أن القطاع الصحي في غزة وصل إلى مرحلة حرجة تهدد حياة الآلاف، مؤكدًا أن أعداد الوفيات باتت غير مسبوقة نتيجة التجويع الممنهج والحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ شهور.
أكد أبو سلمية أن ما يجري في غزة تجاوز حدود الكارثة الإنسانية إلى سياسة ممنهجة لتجويع السكان المدنيين، مشيرًا إلى أن الخيارات أمام الفلسطيني أصبحت محصورة بين الموت بالرصاص أو الجوع أو المرض، وهو ما يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا.
وأوضح أن الوفيات نتيجة الجوع ونقص العلاج ارتفعت بشكل ملحوظ، خاصة بين الأطفال والمرضى وكبار السن، في ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية الصحية واستهداف المنشآت الطبية من قِبل الاحتلال.
وكشف مدير مجمع الشفاء الطبي أن السعة السريرية في المستشفى تجاوزت 250% من طاقته الأصلية، ما يعني أن الأطباء والممرضين يعملون في ظروف شبه مستحيلة، وسط نقص حاد في الموارد الطبية الأساسية.
وأشار إلى أن غرف العمليات تعمل في ظروف طارئة، ويضطر الطاقم الطبي لإجراء عمليات جراحية دقيقة في أجواء لا تتوافر فيها الشروط الطبية المناسبة، ما يعرض حياة المرضى للخطر.
في تطور بالغ الخطورة، أعلن أبو سلمية أن مخزون مواد التخدير على وشك النفاد الكامل خلال أيام قليلة، وهو ما سيؤدي إلى توقف العمليات الجراحية تمامًا، بما فيها العمليات المنقذة للحياة مثل بتر الأطراف أو التدخل في حالات الحروق والإصابات المباشرة نتيجة القصف.
وأضاف أن غياب مواد التخدير والمستلزمات الجراحية يعيد القطاع الصحي إلى ما قبل العصور الحديثة، حيث سيصبح من المستحيل إجراء أي تدخل طبي فعال، ما ينذر بكارثة إنسانية لا يمكن تصورها.
وجّه مدير مجمع الشفاء الطبي نداء استغاثة عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، مؤكدًا أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الطبية والغذائية سيؤدي إلى وفاة الآلاف خلال أيام، وليس أسابيع.
وطالب بضرورة فتح المعابر فورًا والسماح بدخول شحنات الدواء والمستلزمات الطبية، إلى جانب تسهيل إجلاء الحالات الحرجة التي لا يمكن علاجها داخل القطاع.
رغم التقارير الدولية التي توثق الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، فإن الصمت الدولي لا يزال سيد الموقف، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني خطير، حيث أصبح القطاع نموذجًا لجريمة جماعية ترتكب في وضح النهار أمام مرأى العالم.
تستمر المأساة الإنسانية في غزة يومًا بعد يوم، مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، وتفاقم أزمة الغذاء والدواء، في ظل غياب أي بوادر حقيقية لحل سياسي أو تدخل إنساني فاعل، ما يهدد بتحول الوضع إلى كارثة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.