أخبار عاجلة

طبيب شرعي يكسر جدار الصمت ويكشف كواليس مجهولة من خلف أبواب المشرحة

طبيب شرعي يكسر جدار الصمت ويكشف كواليس مجهولة من خلف أبواب المشرحة
طبيب شرعي يكسر جدار الصمت ويكشف كواليس مجهولة من خلف أبواب المشرحة

في حوار مُلهم، فتح الدكتور مجدي خروشة، الطبيب الشرعي العالمي الذي سطع اسمه في موسوعة "Who's Who in the World" لسنوات متتالية، نافذة على عالم الطب الشرعي الشائك، مؤكدًا التزامه الراسخ بالعدالة والبحث عن الحقيقة، مُزيلاً الستار عن أبرز الأساطير الشائعة حول هذه المهنة الحيوية.

 

ووصف "خروشة"، خلال حواره مع الإعلامي محمد سويد في "بودكاست مشوار"، مهمة الطبيب الشرعي بأنها أشبه بـ"الصندوق الأسود" الذي يكشف الحقائق بدقة متناهية؛ فسواء كان الأمر يتعلق بفحص الجثامين لتحديد سبب الوفاة، أو فحص الأحياء لتحديد طبيعة الإصابات والأداة المستخدمة، فإن الهدف الأسمى هو الوصول إلى الحقيقة المجردة.

 

وشدد على أن عمل الطبيب الشرعي يستند إلى بروتوكول موحد وصارم لإجراء الصفة التشريحية لا يُمكن الحياد عنه، موضحًا أن الطبيب الشرعي ليس من حقه أو دوره تخيل كيفية وقوع الحادثة؛ فمهمته تقتصر على توثيق الإصابات بدقة، وتحديد زمن الوفاة، وربط النتائج بالمعلومات الواردة من جهات التحقيق.

 

ولضمان أعلى مستويات الشفافية وتجنب أي جدل، أكد على ضرورة توثيق كل خطوة بالصور، سواء كانت هناك إصابات ظاهرة أم لا، موضحًا أن التعود وتراكم الخبرات هما مفتاح النجاح في هذا المجال الحساس، مُشددًا على أن كل فروع الطب لن تنجح إلا إذا أحببت وتفانيت في تخصصك، وأن "خوف الطبيب الشرعي يموت بداخله" بفضل الممارسة والخبرة.

 

وكشف الدكتور خروشة عن مفاهيم خاطئة راسخة في الوعي الجمعي حول الطب الشرعي، مُصححًا إياها بحقائق علمية قاطعة، أولها أنه لا علاقة لشكل فتحة الدخول والخروج بعيار السلاح، مفندًا الاعتقاد الشائع بأن شكل أو حجم فتحة الدخول أو الخروج في الجسد يُمكن أن يحدد عيار المقذوف الناري، مؤكدًا أن عيار السلاح لا يُمكن تحديده إلا إذا استقر المقذوف داخل الجسد، مشددًا على أن القضايا الطبية الشرعية لا تُناقش إلا في النيابة العامة والمحكمة.

 

وصرح بأن الرأي العام ليس له حق في الخوض في تفاصيل هذه القضايا، وأن طرفي الدعوى فقط هما من يحق لهما السؤال والاطلاع على مجرياتها، موضحًا أن الأنسجة الرخوة في الجثمان تتحلل خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، لكن العظام قد تبقى لسنوات طويلة، وهذا يُتيح إمكانية استخراج الجثمان بعد فترات طويلة للبحث عن كسور أو مقذوفات نارية مستقرة، كاشفًا عن بروتوكول صارم يضمن الحيادية التامة في قضايا الأخطاء الطبية؛ فبدلاً من أن يتخذ الطبيب الشرعي قرارًا منفردًا، يتم الاستعانة باستشاريين متخصصين في نفس مجال الطبيب المتهم، معقبًا: "من يُدين أو يبرئ الزملاء هي تقارير الاستشاريين زملائهم في تخصصهم".

 

وأكد أن خبراء التزييف والتزوير هم متخصصون في هذا المجال، وهم جزء من مصلحة الطب الشرعي في مصر، على خلاف العديد من دول العالم الأخرى حيث قد يكون هذا التخصص منفصلاً، وعلى الرغم من التزامه بالبروتوكولات العلمية الصارمة، لم يخلُ الحوار من لمسة إنسانية مؤثرة، متذكرًا أصعب اللحظات في مسيرته المهنية، قائلًا: "طفل أو طفلة سنتين ثلاثة وآثار تعذيب جسيمة أدت إلى الوفاة... والله بكيت"، واصفًا هذه الحالات بأنها "مؤلمة نفسيًا"، مؤكدًا أنه على الرغم من الالتزام بالبروتوكول، لا يُمكن فصل المشاعر الإنسانية عن المهنة.

 

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الصفاء الذهني الكامل عند دخول المشرحة، فحق المتوفى أمانة في عنق الطبيب الشرعي، ومهمته الأساسية هي إظهار الحقيقة بكل تفاصيلها.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الري يتفقد حالة المنظومة المائية بمحافظتي الشرقية والقليوبية
التالى وزارة الكهرباء تنفي حدوث حريق في أي من محطات المحولات على مستوى الجمهورية