في مشهد يعكس الإصرار الذي لا يعرف المستحيل، التقطت صورة لطفل صغير يجلس على أرضية قطار متجه من المنيا إلى القاهرة، وملامحه تروي قصة كفاح صامتة.
سرعان ما انتشرت الصورة عبر مواقع التواصل، ليتبين أن هذا الطفل هو حسن أحمد حسن، ناشئ فريق البنك الأهلي لكرة القدم، والذي يسافر يوميًا من المنيا إلى القاهرة لحضور تدريبات ناديه، ثم يعود في الليلة نفسها إلى بلدته، قاطعا رحلة شاقة تتجاوز 500 كيلومتر يوميًا.

الاصرار والكفاح
الطفل حسن، البالغ من العمر 12 عامًا، يخوض هذه الرحلة بشكل يومي من دون كلل، يركب القطار فجرًا ليصل إلى ملعب التدريب في الوقت المحدد، ثم يعود إلى بلدته ليصل فجر اليوم التالي، في تكرار يومي لرحلة شاقة لكنها مليئة بالأمل.
الصورة أثارت مشاعر المتابعين، الذين طالبوا النادي بالتحرك لدعم موهبته، وعدم تركه فريسة للإرهاق الجسدي اليومي.

استجابة البنك الأهلي
وبالفعل، لم تتأخر الاستجابة. فقد أصدر اللواء أشرف نصار، رئيس مجلس إدارة نادي البنك الأهلي، قرارًا عاجلًا بتوفير إقامة كاملة للطفل في استراحة النادي بالقاهرة، مع تقديم كافة أشكال الدعم والرعاية له، سواء على المستوى الرياضي أو التعليمي أو الصحي، تقديرًا لموهبته والتزامه النادر.
وأكد النادي في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم المواهب الصاعدة، وتوفير المناخ المناسب لتفجير طاقاتهم، مشيرًا إلى أن اللاعب يُعد نموذجًا مشرفًا للصبر والطموح والمثابرة، وهو ما يستحق أن يحتذى به داخل قطاع الناشئين.
من جانبه، عبر والد اللاعب عن سعادته الغامرة بهذا القرار قصة حسن ليست مجرد حكاية طفل يسافر من أجل التدريب، بل ملحمة من الإصرار والدافع الداخلي لتحقيق حلمه في أن يصبح لاعبًا كبيرًا يحمل شعار ناديه وبلده.
وهي رسالة لكل رياضي شاب أن الطريق إلى المجد يبدأ بخطوات صعبة، لكن النهاية دومًا تكون في صف من يؤمن بنفسه.