سجّلت إضافات قدرة الطاقة المتجددة في الهند، خلال الأشهر الـ6 الماضية، أعلى معدل نصف سنوي في تاريخها؛ ما يعكس تسارعًا في وتيرة نشر المشروعات الخضراء بفضل الحوافز الحكومية وتزايد المنافسة بين المطورين.
فقد أضافت الهند 22 غيغاواط من الطاقة المتجددة خلال النصف الأول من عام 2025، ويعادل ذلك قفزة بنسبة 57%، مقابل 14.2 غيغاواط في المدة نفسها من العام الماضي، وفقًا لتقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبذلك، تقترب الهند من تحقيق هدفها في إنتاج نصف الكهرباء من مصادر نظيفة، بإجمالي قدرة مركبة يبلغ 234 غيغاواط، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية.
ويؤكد هذا الإنجاز اللافت مساعي الهند نحو التحول إلى مصادر نظيفة، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن مفارقة؛ إذ ما زالت البلاد تعتمد على الفحم والنفط والغاز في توليد الكهرباء.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران (2025)، شكّلت مصادر الوقود الأحفوري نحو 75% من إجمالي الكهرباء المنتجة.
قدرة الطاقة المتجددة في الهند تشهد طفرة
أوضح التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن الإضافات الجديدة لقدرة الطاقة المتجددة في الهند جاءت على النحو التالي:
- 18.4 غيغاواط من الطاقة الشمسية.
- 3.5 غيغاواط من طاقة الرياح.
- 250 ميغاواط من الطاقة الحيوية المستخلصة من النفايات النباتية والحيوانية.
وتعود هذه القفزة إلى مسارعة المطورين للاستفادة من إعفاءات رسوم نقل الكهرباء بين الولايات (ISTS) التي أقرتها الحكومة.
وتبدأ هذه الإعفاءات بنسبة 25% وتتزايد تدريجيًا حتى التطبيق الكامل بحلول يونيو/حزيران 2028، وأسهم ذلك في خفض التكاليف وتحفيز الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة.
وأظهر التقرير أن ولايات غرب الهند تقود مسيرة التوسع في الطاقة المتجددة؛ حيث تتصدر راجستان القائمة بـ37.4 غيغاواط؛ منها 32 غيغاواط من الطاقة الشمسية و5.2 غيغاواط من طاقة الرياح البرية.
تلتها ولاية غوجارات بـ35.5 غيغاواط؛ بينها 21.5 غيغاواط من الشمس و13.8 غيغاواط من الرياح، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
واحتلت ولاية "تاميل نادو" المرتبة الثالثة، مسجلةً 11.8 غيغاواط من طاقة الرياح و10.6 غيغاواط من الشمس، بالإضافة إلى ريادتها في مشروعات الطاقة الحيوية بمساهمة بلغت 1 غيغاواط من أصل 11.6 غيغاواط على المستوى الوطني.
كما تشهد ولايات مثل كارناتاكا وماهاراشترا وأندرا براديش وماديا براديش توسعًا لافتًا، خصوصًا في طاقة الرياح.
وحسب الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تحتل الهند المركز الثاني في قائمة أكبر الدول في إضافات سعة الطاقة الشمسية بين عامي 2025 و2029:
الطاقة النووية وحلول التخزين
في موازاة ذلك، شهدت الهند تطورًا في الطاقة النووية، بربط الوحدة السابعة من مشروع راجستان للطاقة النووية -بقدرة 700 ميغاواط- بالشبكة الشمالية، إلى جانب الموافقة على إنشاء أول مفاعل نووي صغير في ولاية بيهار، لكن لا تزال ثمة مخاوف بشأن التكاليف والسلامة والتعامل مع النفايات النووية.
بالإضافة إلى ذلك، بلغت السعة المخصصة لمشروعات أنظمة تخزين الكهرباء في الهند أعلى مستوى لها خلال النصف الأول من العام الجاري، بإجمالي 7.6 غيغاواط موزعة بين مشروعات شمسية مدمجة ومستقلة.
وتعكس المشاركة الواسعة في المزادات تركيزًا متزايدًا على دمج مصادر الطاقة المتجددة واستقرار الشبكة، وسط توقعات بنمو القطاع خلال السنوات المقبلة، بحسب ما أورده تقرير ريستاد إنرجي.
فقد بلغ متوسط التعرفة لمشروعات التخزين المستقلة نحو 4 آلاف روبية (48 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، في حين سجّلت مشروعات الطاقة الشمسية المدمجة تعرفة أقل بلغت 3 آلاف و208 روبيات (38.5 دولارًا)، ما يشجع المطورين على تبني الحلول المتكاملة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وحسب الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تأتي الهند في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الدول توليدًا للكهرباء بالفحم في عام 2024:
الفحم في الهند سيد المشهد
رغم ما حققته قدرة الطاقة المتجددة في الهند؛ فلا تزال البلاد تراهن على الفحم لتلبية ارتفاع الطلب على الكهرباء.
ولدى نيودلهي خطط معلنة لإضافة 80 غيغاواط من مشروعات الطاقة الحرارية الجديدة، ويبرز ذلك اتباعها مسارًا يعتمد على تعزيز قدرات المصادر التقليدية والمتجددة معًا لضمان تحقيق أمن الطاقة على المدى القريب.
ويؤكد تقرير ريستاد إنرجي حقيقة أن الهند بحاجة إلى تحرك سريع لتحديث شبكات الكهرباء، وتعزيز سعة التخزين، وتحسين كفاءة البنية التحتية لضمان تحقيق تحول الطاقة والحد من الاعتماد على الفحم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
