أكد الطبيب النرويجي مادس جيلبرت والذي عمل سابقا في قطاع غزة أن إسرائيل والولايات المتحدة ينفذان عملية تجويع سادية ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال جيلبرت في مداخلة مع قناة "العربي": "لا شك على الإطلاق أن إسرائيل، بدعم كامل من الحكومة الأمريكية، تستعمل الغذاء والتجويع كأداة للتدمير الهائل، وهذا أمر غير قانوني على الإطلاق والبتة وفقًا للقانون الدولي، وهو إهانة لكل شخص على الأرض".
وأضاف: "الغذاء هو حق إنساني، والماء أيضًا، وما تقوم به إسرائيل هو جزء من الإبادة الجماعية، واستعمال الغذاء الآن كطُعم لجذب الأشخاص الجائعين ثم قتلهم كما سمعنا، هذه جريمة حرب مزدوجة بكل جوانبها".
وتابع: "التجويع هو ظرف خطر جدًا على الأشخاص، لا سيما الحوامل، وحديثو الولادة، والكبار سنًا، والمرضى، لأننا نعلم جميعًا أننا نحتاج البروتين، السكريات، المياه، والحاجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وواصل: "آخر تقرير أُممي من الأوتشا، الذي صدر منذ عدة أيام، أفاد بأن 470 ألفًا، أي حوالي نصف مليون من المليونين ومئتي ألف شخص في غزة، هم في المرحلة الخامسة من مؤشر IPC للجوع".
وأكمل: "هذه المرحلة تعني انعدام الأمن الغذائي الحاد، أو ما نسميه بالمجاعة الكارثية نحن نتحدث عن نصف مليون شخص في غزة في حالة مجاعة ولكن في الحقيقة، كل سكان غزة، أي مليونا و200 ألف، هم في حالة انعدام أمن غذائي حاد، لكن نصف مليون في حالة مجاعة حقيقية".
وذكر: "هذا يعني أن الجسم لا يستطيع تحمل نقص الغذاء، والعائلات تواجه انعدامًا كاملًا للحاجات الأساسية، رغم أنها استنفدت كل وسائل التكيّف، هؤلاء أشخاص شجعان يسعون إلى إيجاد حلول، ولكن في هذه المرحلة، اثنان من كل عشرة آلاف شخص يموتون من المجاعة، وأكثر من 30% من السكان يعانون من سوء تغذية، وهناك نقص في المدخلات هذا هو تعريف المرحلة الخامسة من مؤشر الجوع".
وأوضح: "هذه المجاعة مصممة ومهندسة من قبل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال الإسرائيلي هذا ليس جفافًا، ولا زلزالًا، ولا فيضانًا، بل هو مخطط ومُنفذ بهدف واحد التطهير العرقي لغزة من الفلسطينيين، وترويج وتعزيز الإبادة الجماعية".
واختتم: "لم نرَ نطاقًا كهذا من التجويع من الصنع البشري المستمر عبر حرمان الناس من الوصول إلى الغذاء والماء الأمر الأكثر سادية أن هناك خارج حدود غزة نحو 9000 شاحنة محملة بالمياه، والغذاء، والمعدات الطبية".