أصبحت سماعات البلوتوث أحد الأدوات الأساسية التي يستخدمها الملايين حول العالم للاستماع إلى الموسيقى، وإجراء المكالمات، ومتابعة الاجتماعات الافتراضية، ورغم ما توفره هذه السماعات من راحة وسهولة في الاستخدام، فإن الدراسات الطبية والآراء العلمية بدأت تُسلط الضوء على الأضرار الصحية المحتملة الناتجة عن استخدامها المستمر والمفرط.
أضرار استخدام سماعات البلوتوث على الصحة
الإشعاعات وتأثيرها على الدماغ
تعتمد سماعات البلوتوث على تقنية الاتصال اللاسلكي عبر موجات الراديو منخفضة التردد، وهي تُنتج نوعًا من الإشعاع غير المؤين، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الإشعاع أقل خطورة من الإشعاعات المؤينة كأشعة إكس، فإن القلق العلمي لا يزال قائمًا بشأن مدى تأثيره على خلايا الدماغ والأعصاب، خاصة عند استخدام السماعات لفترات طويلة جدًا أو بشكل متكرر يوميًا، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى احتمال وجود علاقة بين هذا النوع من الإشعاعات وارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام الدماغية، وإن كانت الأدلة غير حاسمة حتى الآن.
مشاكل السمع المرتبطة باستخدام السماعات
من أبرز الأضرار المباشرة التي تُسببها سماعات البلوتوث ضعف السمع التدريجي نتيجة التعرض المستمر للأصوات العالية، إذ يؤدي رفع مستوى الصوت فوق الحد الآمن (85 ديسيبل) إلى إتلاف خلايا الشعر الدقيقة الموجودة في الأذن الداخلية، وهي خلايا غير قابلة للتجدد، ويزداد الخطر مع الاستخدام المطول في الأماكن الصاخبة، حيث يميل المستخدمون لزيادة مستوى الصوت بشكل مفرط.
اضطرابات النوم والتركيز
أفاد عدد من المستخدمين بتعرضهم لمشاكل في النوم والتركيز نتيجة الاستخدام المتكرر للسماعات اللاسلكية، ويعزو الأطباء ذلك إلى الإشارات الكهرومغناطيسية التي قد تؤثر على النشاط العصبي في الدماغ، إضافة إلى التأثير النفسي الناتج عن الإدمان على استخدام هذه الأجهزة طوال اليوم دون فواصل راحة.
نصائح للوقاية وتقليل الأضرار
ينصح الأطباء والمختصون بعدم استخدام سماعات البلوتوث لساعات طويلة، وتفضيل السماعات السلكية في حال الإمكان، خصوصًا أثناء فترات العمل الطويلة أو الدراسة، كما يُفضل خفض مستوى الصوت إلى أقل من 60% من الحد الأقصى، وأخذ فترات راحة كل ساعة عند الاستماع المطوّل، ورغم أن سماعات البلوتوث تمثل تطورًا تقنيًا مهمًا، إلا أن الاستخدام غير الواعي لها قد يُعرّض المستخدمين لمخاطر صحية لا تُدرك إلا بعد فوات الأوان.
