حققت محطة كهرباء عائمة تركيّة إنجازًا كبيرًا بعد أن بدأت توليد التيار باستعمال الغاز الطبيعي المسال قبالة سواحل إحدى عواصم غرب أفريقيا.
والمحطة تابعة لأسطول شركة "كارباورشيب" التركية (Karpowership) وهي ذراع مجموعة "قره دينيز" للطاقة، وتشتهر بتشغيل محطات الكهرباء العائمة المثبتة على سفن وصنادل بحرية، بما يوفر حلًا سريعًا دون الحاجة إلى بناء محطات تقليدية على البر.
جاء ذلك بناء على اتفاق "كارباورشيب" مع شركة الكهرباء السنغالية (SENELEC) في أغسطس/آب (2019) لنشر محطة الكهرباء القادرة على تلبية جزء كبير من احتياجات البلد الأفريقي من الكهرباء.
وتقول الشركة التركية إن تلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها القارة السمراء تشغيل محطة كهرباء عائمة تعمل بالغاز المسال، بحسب المعلومات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
محطة كهرباء عائمة في السنغال
تمكّنت شركة "كارباورشيب" من تشغيل محطة الكهرباء العائمة قبالة سواحل العاصمة السنغالية داكار بالتعاون مع شركة الكهرباء الوطنية (Senelec).
وكانت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة "إل إن جي تي أفريكا" (LNGT Africa) بسعة 125 ألف متر مكعب قد وصلت السنغال في يونيو/حزيران (2021)، ثم رُبطت بسفينة الكهرباء "أيسغول سلطان" (Ayşegül Sultan) بسعة 235 ميغاواط بوساطة أنابيب الغاز.
وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في موقع "أوفشور إنرجي"، بدأت تشغيل محطة الكهرباء العائمة في السنغال في أكتوبر/تشرين الأول (2019)، إذ أسهمت بـ15% من احتياجات السنغال من الكهرباء من خلال تغذية الشبكة بـ220 ميغاواط.
لكن "كارباورشيب" زوّدت قدرات الإنتاج لتغطي 25% من احتياجات الكهرباء بعد ارتفاع قدرات التوليد المركبة إلى 335 ميغاواط من خلال بوارج الكهرباء المتمركزة في ميناء داكار.
وتفصيليًا، بدأت عملية التشغيل بعدما زودت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة محطة الكهرباء العائمة بالغاز المسال المُعاد تغويزه.
وبعد ذلك، جرى نقل الغاز الطبيعي من سفينة التفريغ وإعادة التغويز إلى محطة الكهرباء العائمة في 29 أبريل/نيسان (2025) ثم بدأ توليد الكهرباء.
وبحسب المدير القُطري لشركة "كارباورشيب" أيمن بودربيلا، سبق ذلك إنجاز أول عملية لنقل الغاز المسال بين السفن (STS) بين سفينة التخزين وإعادة التغويز وناقلة غاز مسال أخرى قبالة سواحل السنغال.
توليد الكهرباء بالغاز في السنغال
تقول شركة كارباورشيب إن الجمع بين سفن التخزين وإعادة التغويز ومحطات الكهرباء العائمة حل مبتكر لاستعمال الغاز المسال في توليد الكهرباء في الدول التي لا تمتلك بنية أساسية لنقل الغاز.
يُشار هنا إلى أن السنغال حديثة العهد بصناعة الغاز المسال، وشهدت في مطلع يونيو/حزيران الماضي (2025) بدء التشغيل التجاري لحقل "تورتو أحميم الكبير" المشترك مع موريتانيا بطاقة 5 ملايين طن سنويًا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، بدأت قبل عام إنتاج الكهرباء من حقل "سانغومار" (Sangomar) الذي تطوره شركة وودسايد الأسترالية (Woodside).
يأتي ذلك في الوقت الذي تسارع فيه السنغال خطاها لتوليد الكهرباء بحرق الغاز الطبيعي، وهو ما يتماشى مع خطط خفض تكاليف الإنتاج وتسريع تحول الطاقة كونه وقودًا انتقاليًا أقل انبعاثات من النفط والفحم.
ففي مايو/أيار الماضي (2025) بدأ تحويل محطة الكهرباء "بيل إير" (Bel Air) بقدرة 335 ميغاواط للعمل بالغاز بدلًا من زيت الوقود الثقيل بدعم من شركة الهندسة "فارتسيلا" الفنلندية.
ومن المتوقع أن يشكّل الغاز دورًا كبيرًا في هدف الحكومة لتوليد 4 غيغاواط من قدرات الكهرباء بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
