في خطوة غير متوقعة، تلقت الشركة المطورة لمشروع هيدروجين أخضر صدمة قوية، بعدما رفضت الحكومة المحلية الموافقة على دراسة تقييم أثره البيئي.
ويطوّر المشروع شركة "تي إي اتش تو" (TE H2)، وهو مشروع مشترك متخصص في مشروعات الهيدروجين الأخضر تمتلك شركة توتال إنرجي الفرنسية نسبة 80% من أسهمه والنسبة الباقية لشركة إيرين غروب (EREN Groupe) التي تتخذ من لوكسمبرغ مقرًا لها.
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات قطاع الهيدروجين العالمي، تقدّمت الشركة بطلب الحصول على الموافقة البيئية في شهر مايو/أيار الماضي (2025) للمشروع الموجود في أقصى جنوب تشيلي.
وباستثمارات تصل إلى 16 مليار دولار، كان من المقرر دخول المشروع -الذي يُعد أحد أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا في تشيلي- حيز الإنتاج في عام 2030.
مشروع هيدروجين أخضر في تشيلي
رفضت الحكومة المحلية لمدينة سان غريجوريو في تشيلي اعتماد دراسة الأثر البيئي لمشروع الهيدروجين الأخضر "إتش تو ماغالانيس" (H2 Magallanes).
وأوضحت أن المضي قدمًا في تطوير المشروع سيتسبّب في تعطيل كبير للسكان المحليين وفي ازدحام طريق رئيس. كما أن توافد العمال سيفرض ضغوطًا إضافية على مرافق البنية الأساسية وخدمات الطوارئ.
وبناء على ذلك، وصفت الحكومة الدراسة المقدمة بأنها غير كافية، وأنها لم تتضمن التزامات محددة من شأنها تخفيف تلك الآثار السلبية.
وتقول الشركة إنها وضعت التنمية المستدامة بكل أبعادها في صلب إستراتيجيتها، من أجل الإسهام في رفاهية السكان وجعل التنمية محركًا للتقدم، يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المواطنين، وهو ما يجعل المشروع عامل تغيير إيجابيًا للسكان القريبين، وفق ما جاء على الموقع الرسمي للمشروع.
وتأخذ دراسة تقييم الأثر البيئي في الحسبان الآثار في البيئة المحيطة على المدى القصير والمتوسط والطويل، ويجب أن تتماشى مع اللوائح الوطنية المعمول بها، ومع المعايير الدولية للتطوير والتمويل.
وبحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في الموقع الرسمي للمشروع، كان من المفترض بعد الحصول على الموافقة البيئية بدء أعمال بناء المرحلة الأولى خلال عام 2027، على أن يبدأ الإنتاج في عام 2030.
وتشمل المرحلة الأولى بناء مزرعة رياح ومحطة تحليل كهربائي ومحطة لتحلية المياه وصهاريج للتخزين وميناء للتصدير، وذلك على مساحة 4 آلاف هكتار، بما يعادل 40 كيلومترًا مربعًا.
ويصل حجم الإنتاج السنوي من المشروع إلى 1.9 مليون طن من الأمونيا الخضراء، بما سيحول دون إطلاق ملايين الأطنان سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود تشيلي ضمن أكبر الدول من حيث القدرة المتوقعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من طاقة الرياح:
الهيدروجين الأخضر في تشيلي
في سياق متصل، أثار مشروع ميناء لتصدير الهيدروجين الأخضر في ماغالانيس غضب السكان المحليين والمدافعين عن البيئة؛ بسبب آثاره الخطيرة في الأنظمة البيئية البحرية.
وأعرب محليون وجماعات بيئية عن قلقهم إزاء الآثار البيئية المحتملة في الأنظمة البيئية "الفريدة والهشة" داخل المنطقة، كما أن لديهم معلومات محدودة بشأن خطط الشركة المطوّرة.
ومن أبرز المخاوف التلوث الناتج عن حركة السفن والإضرار بصناعة الصيد، وهي مصدر رزق لكثير من السكان علاوة على تهديد الموائل البحرية وحياة الحوت الأحدب المهدد بالانقراض من بين أنواع بحرية أخرى.
ويخشى كثيرون من التضحية بالبيئة والسكان لصالح صناعة الهيدروجين الأخضر بعد "استغلال" موارد الرياح والأراضي وماء البحر.
ووافقت الحكومة على المشروع الذي قال عنه مسؤولون إنه سيساعد في دفع الصناعة المحلية وعلى رأسها إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأعلنت وزارة الطاقة في نهاية 2020 خطة لتحويل ماغالانيس إلى مركز عالمي لإنتاجه، وتشير تقديرات إلى أن المنطقة قادرة على إنتاج 13% من الهيدروجين الأخضر العالمي الذي يزداد عليه الطلب لأغراض إزالة الكربون من الصناعات.
ويضم المشروع مرفأً للتحميل والتفريغ وخدمة السفن ومكبًا للنفايات على مساحة 30 هكتارًا برًا و5 هكتارات داخل البحر.
وحتى تاريخه، لم تحصل الحكومة المحلية على تقرير تقييم الأثر البيئي للمشروع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن منصة "مونغاباي" (mongabay).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- رفض تقييم الأثر البيئي لمشروع هيدروجين أخضر من منصة "هيدورجين إنسايت".
- معلومات عن المشروع من موقع شركة توتال إنرجي.
- انتقادات محلية وبيئية لمشروع ميناء لتصدير الهيدروجين الأخضر من "مونغاباي".
