أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين يبدأ الإنتاج

انطلقت عمليات الإنتاج من أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين، ليفتح المجال أمام تأمين موارد معدن رئيس لصناعات الطاقة النووية، بتقنية مخفضة للانبعاثات.

وخرج أول برميل للنور بعد عام من انطلاق المشروع، في خطوة مهمة على أكثر من صعيد بالنسبة لأكبر الاقتصادات الآسيوية.

وأزاحت المؤسسة النووية الوطنية في الصين (سي إن إن سي CNNC) الستار عن بدء الإنتاج من أكبر المشروعات المحلية، بصبغة خضراء صديقة للبيئة، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وتُنافس بكين بقوة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، وتعوّل على المشروع الجديد في منغوليا الداخلية لتضرب عصفورين بحجر واحد، بزيادة إنتاج اليورانيوم المهم مع مراعاة خفض الانبعاثات، خاصة أن المنطقة تشتهر باكتشافات المعدن الوفيرة.

أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين

دخل أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين حيز الإنتاج رسميًا، بموجب إعلان مؤسسة "سي إن إن سي"، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من إنتاج المعدن بتقنية مبتكرة.

ودشّنت المؤسسة المعنية المشروع العام الماضي 2024، واختارت "حوض أوردوس" -الواقع شمال منغوليا الداخلية- موقعًا له.

وتشتهر منغوليا الداخلية بوفرة إمدادات اليورانيوم الطبيعي، إذ تضم أكثر احتياطيات البلاد أهمية من المعدن، بحسب ما نشره موقع إنترستنج إنجينيرنج.

وكانت مقاطعة "جيانغشي" مركزًا لإنتاج اليورانيوم في السابق، قبل أن تُغيّر إمكانات شمال منغوليا الداخلية المشهد.

وتأكد ذلك بعد إعلان 10 اكتشافات رئيسة في البلاد، بموارد تفوق 2.8 مليون طن، اقتنصت "منغوليا" 6 اكتشافات من بينها، وفق ما أُعلن عام 2023.

وجذبت الكميات الكبيرة من رواسب اليورانيوم في شمال البلاد الأنظار على مدار العقدين الماضيين، بعدما كانت "جيانغشي" تستحوذ على الحصة الكبرى من عمليات التعدين.

تقنية مميزة صديقة للبيئة

تُؤَمَّن موارد أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين عبر تقنية الاستخراج المحلي في الموقع، من الأحجار الرملية.

ومع استعمال طريقة الاستخلاص المتطورة، يتغلب المشروع على تحديات الاستفادة من موارد اليوارنيوم في الأحجار الرملية، بعدما ظلّت هذه الموارد "كامنة" لسنوات، في ظل قيود تقنية.

ورغم أن احتياطيات اليورانيوم في "جيانغشي" كانت أكبر، فإن اندماجها مع أحجار الغرانيت احتاج إلى طرق معالجة تقليدية للاستخراج.

وعلى العكس من ذلك، قُدِّرت رواسب اليورانيوم في الأحجار الرملية بتركيزات أضعف، ما دفع المنتجين للعزوف عنها السنوات الماضية، قبل التوصل لطريقة الاستخراج من الموقع (الاستخلاص الموضعي).

وتقنيًا، تجري عملية استخراج اليورانيوم من الأحجار الرملية في منغوليا الداخلية عبر "الحقن"، إذ يُضخ محلول في طبقات الآبار الجوفية بهدف إذابتها وتحويلها إلى سائل.

وفي مرحلة لاحقة، تجري عملية "ضخ عكسي" للسائل المذاب إلى السطح، ويعالَج في مرافق مختصة لفصل اليورانيوم.

ما هو اليورانيوم الطبيعي؟

يعدّ اليورانيوم الطبيعي إحدى صور المعدن المختلفة، ويحتوي على نظائر وتركيزات مقاربة للنِّسب الطبيعية (بنسبة 0.7% في اليورانيوم 235)، و(99.3% في اليورانيوم 238).

ويلائم الاستعمالات: وقودًا للمفاعلات النووية، أو مادة خامًا للتخصيب، وفق تعريف الهيئة التنظيمية النووية في أميركا "إن آر سي NRC".

وقد يُشير اقتران كلمة "طبيعي" للمصطلح إلى طريقة استخراجه، التي تتجنب التكسير والتنقيب وإطلاق الانبعاثات، مثلما يحدث مع الهيدروجين الطبيعي المستخرج من آبار النفط والغاز دون حفر مخصص.

ويُصنَّف المحلول المخصص للحقن في الأحجار الرملية بوصفه "محلولًا مائيًا"، على عكس طرق الاستخلاص المعروفة سابقًا، والمعتمدة على سوائل حمضية وقلوية مضرّة بالبيئة.

وبالإضافة لذلك، لا تحتاج عملية استخراج اليورانيوم من الأحجار الرملية في الموقع إلى حفر أنفاق أو آبار مثل استخراج بقية المعادن، ومن ثم لا ينتج عنها نفايات ومخلّفات مشعّة أو أضرار بيئية، ما يضمن موارد مأمونة وقابلة للاستمرار.

ووصفت تقارير تقنية الاستخراج التي يتبعها أكبر مشروع يورانيوم طبيعي في الصين بأنها "خضراء"، إذ تتمتع بصفات تعدين مميزة مثل "الأمان، والذكاء، والفعالية"، لتكمل هذه التقنيات مميزات المشروع الذي بُنِيَ في وقت قياسي على مدار عام واحد.

ومن شأن ذلك أن يعزز من تنافسية إنتاج اليوارنيوم ودعم قطاع الطاقة المتجددة في الصين، ويرسّخ مبادئ أمن الطاقة والتحول الأخضر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..