آراء حرة
الثلاثاء 15/يوليو/2025 - 03:35 م
لا يمكن إنكار أن ثورة 30 يونيو 2013، كانت نجدة الله لهذا البلد من الأهوال والمخاطر التي أحاطت به من كل مكان، ولعل نبوءات نظرية المؤامرة مستمرة في التحقق والحدوث؛ ففي ظل محاولات أهل الشر المحفوفة بالفشل دوما؛ للنيل من استقرار الدولة بكافة أركانها سواء بتكدير صفو الشعب ومؤسساته أو التأكيد على أن أحداث يونيو 2013 كانت لعنة على من أشعلها..
من الخطأ الشائع والمغالطة في تصنيفها لأهل الشر بأنهم من الجهات أو القوى الخارجية لكنهم قد يكونون من بنى جلدتنا فلا يمكن القول بأن إحدى الأفرع العوجاء أو الفاسدة لا تنتمي للشجرة..
معاناة الوطن علي مدار الـ12 عاما الماضية في تحقيق الاستقرار وعودة القطاعات الاقتصادية وتحسن الأوضاع السياسية والأمنية كانت الشغل الشاغل للجهات المعنية سواء في الحكومة أو القيادة السياسية ومؤسساتها، وقد قطعنا فيها أشواطا وجوالات لا تعد ولا تحصى والدلائل موجودة ومدعومة بالارقام لمن يرغب في الاطلاع أو حتى إمعان النظر في منظومة الصرف الصحي ومياه الشرب والمدن الجديدة وشبكات الطرق والكهرباء وزيادات الأجور والمعاشات والرعاية الصحية وغيرها..
في الحياة اليومية يعيش بيننا في قريتنا أو مدينتنا وفي وسط أعمالنا نتعامل أيضا مع أحد الأفراد من أهل الشر فهو معلوم ومعروف لدي من يتعاملون معه، قدرا أنه يتعايش ليس حكرا على رأيه أو معتقده ولكن يبدأ هذا العنصر في نشر كافة سمومه وخبثه وحقده على دولته التي يعيش فيها هو وأسرته ويتقاضى راتبه الشهري من خزانتها العامة ويشترس حاجياته هو وأسرته من أسواقها وحوانيتها ويتعلم في مدارسها ويذهب لتلقي العلاج المدعوم من مستشفياتها..
تعانى بعض القطاعات الاقتصادية المفصلية من وجود أعداد ليست بقليلة من أهل الشر أو مناصريهم في الخارج بمختلف درجاتهم الوظيفية، ينشطون في أوقات الأزمات التي تواجه الدولة فتارة يأججون حالات الاحتقان داخل أماكن عملهم أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي ليس للحقد على ما تقوم به الدولة من محاولات للخروج من"دائرة العوز"، لكن كافة ممارساتهم تستهدف بالأساس تشكيك المصريين فى انتمائهم وإيمانهم بأي بارقة أمل وحياة للعيش الكريم..
غياب الإعلام الحقيقي ومؤسسات التثقيف والتوعية الهادفة التي تستند علي الإقناع والدلائل والشخصيات المناسبة والأكثر قبولا؛ أبرز الأسباب في وجود مناخ خصب وحاضن لسموم وعدوى الأفكار الهدامة لأهل الشر ومناصريهم..
تنفق الدولة وخزانتها مليارات المليارات من الجنيهات بخلاف المجهود والأفراد التي تعمل للوصول للمستهدفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية التي تستهدف بالأساس المواطن المصري حتي وإن كانت كافة الخدمات للنسبة القصوي إلا أن الفترات السابقة بشهادة المواطنين هناك أصنام قد انكسرت وقوالب خاطئة قد تلاشت، فمع كل تلك النفقات كان من الواجب أيضا أن يتم إشراك المواطنين واطلاعهم وتأهيلهم للرد علي محاولات لإضعاف الروح المعنوية للشعب وهي قضية ليست بيسيرة فتلك الممارسات التي تتم علي مدار سنوات وعقود تتم على نار هادئة من أهل الشر لإسقاط الدولة بسواعد من ينتمون لها.. ولكن هيهات أن يحدث ذلك.
ويبقي سؤال.. لماذا لا يكف أهل الشر والتشويش عما يفعلون ولماذا تتخاذل بعض المؤسسات التوعوية عن دورها؟.. ألا يكفي الخسائر والخيبات التي تحملها المواطنون بسبب معلومات مغلوطة وشائعات أضرت بحالة المصريين المزاجية علي الاقل؟.. استقيموا يرحمكم الله