من المتوقع أن تتراجع قدرة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا بنحو 27 غيغاواط خلال 3 سنوات، مع توجّه البلاد إلى خفض الاعتماد على هذا المصدر التقليدي، وسط تزايد الضغوط البيئية والتشريعية وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
وبحلول نهاية عام 2028، يتّجه مشغّلو محطات الكهرباء في أميركا إلى خفض القدرة التشغيلية لمحطات توليد الكهرباء بالفحم من 172 غيغاواط في مايو/أيار 2025 إلى 145 غيغاواط، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتُظهر البيانات أن نحو 58% من السعة التي ستخرج من الخدمة تتركز في منطقتي الغرب الأوسط ووسط الأطلسي.
وخلال العام الجاري، تخطط شركات الكهرباء لإغلاق 12.3 غيغاواط من سعة التوليد، بزيادة قدرها 65% مقارنة بعام 2024، إذ يُتوقع أن تستحوذ محطات التوليد بالفحم على النصيب الأكبر من هذه الإغلاقات بنسبة 66%، تليها المحطات العاملة بالغاز بنسبة 21%.
تراجع قدرة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا
تواجه قدرة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا مسارًا هبوطيًا في ظل التحولات العميقة التي تشهدها سوق الطاقة في الولايات المتحدة.
فقد انخفض استهلاك الفحم في قطاع الكهرباء داخل الولايات الأميركية منذ بلوغ ذروته في أواخر العقد الأول من الألفية، نتيجة المنافسة المتنامية من الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة.
وجاءت الضغوط التنظيمية لتضيف مزيدًا من التعقيد، إذ أصبحت محطات توليد الكهرباء بالفحم مُلزَمة بالامتثال لمعايير انبعاثات صارمة، تتطلب إضافة تقنيات أو تغييرات في آليات التشغيل، ما يدفع العديد منها إلى الإغلاق، بحسب أحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة، الصادر اليوم الإثنين 14 يوليو/تموز (2025).
وعلى صعيد المناطق، تتصدر منطقة الغرب الأوسط موجة الإغلاقات حتى نهاية 2028، إذ تخطط لإغلاق 10 غيغاواط من محطات الفحم.
وتسير منطقة وسط الأطلسي في الاتجاه نفسه مع إغلاق مخطط لـ5 غيغاواط، بينما تسجل تينيسي ما مجموعه 4 غيغاواط، ومنطقة الشمال الغربي نحو 3 غيغاواط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكشفت إدارة معلومات الطاقة أن خطط الإغلاق تستند إلى استبانات شهرية من مشغّلي الشبكات، لكنها تبقى عرضة للتغيير حسب ديناميكيات السوق وتطور السياسات البيئية.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أن الولايات المتحدة تحتلّ المركز الثالث عالميًا ضمن أكبر الدول المستهلكة للفحم في 2024:
قرارات تربك مسار تقاعد الفحم في أميركا
رغم تسارع خطط خفض قدرة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا، برزت -مؤخرًا- قرارات تأجيل قد تعرقل هذا المسار.
فقد وافقت شركة تالين إنرجي (Talen Energy) -بالتعاون مع شبكة بي جي إم (PJM)، التي تمتد من نيوجيرسي إلى إلينوي- على تأجيل إغلاق محطة براندن شورز (Brandon Shores) في ولاية ماريلاند حتى عام 2029، بعد أن كان مخططًا تقاعدُها في يونيو/حزيران 2025.
وفي خطوة مشابهة، أمرت وزارة الطاقة الأميركية في مايو/أيار 2025 بتأجيل إغلاق محطة جيه إتش كامبل (J.H. Campbell) التابعة لشركة كونسيومرز إنرجي (Consumers Energy) في ولاية ميشيغان لمدة 90 يومًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتزداد الضبابية مع شروع وكالة حماية البيئة في مراجعة العديد من اللوائح، أبرزها تحديثات أبريل/نيسان 2024 الخاصة بمعايير تصريف المياه الملوثة (ELG)، التي تهدف إلى تقييد كمية المعادن السامّة وغيرها من الملوثات التي تُصرَف في مياه الصرف الناتجة عن محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، ويُنتظر دخولها حيز التنفيذ في 2028.
ومنح أمر تنفيذي صادر في 8 أبريل/نيسان 2025 إعفاءً مؤقتًا لـ47 شركة من الامتثال لمعايير الزئبق وسموم الهواء (MATS) لمدة عامين (2027-2029)، رغم أن العديد من المحطات سبق أن استثمرَ خلال العقد الماضي في أنظمة لمراقبة التلوث للامتثال لهذه المعايير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..