تمكّنت شركة مرافق كبرى من تحقيق إنجاز غير مسبوق في أوروبا، بإنتاج الهيدروجين ومزجه بنجاح في محطة كهرباء ذات دورة مركبة.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أنتجت شركة الطاقة البرتغالية إي دي بي (EDP) أول جزيء هيدروجين للمجموعة في أوروبا، وحقنه في توربين غاز ببيئة صناعية حقيقية.
ونُفذت هذه المبادرة في محطة كهرباء "ريباتيجو" ذات الدورة المركبة، الواقعة في منطقة لشبونة؛ جزءًا من مشروع فليكس إن كونفو (FLEXnCONFU) الأوروبي.
وتهدف المبادرة إلى التحقق من صحة التطبيق العملي للاحتراق المشترك للهيدروجين والغاز الطبيعي في ظروف التشغيل، وهو حلٌّ لا يزال غير مستكشف إلى حد كبير في قطاع الطاقة.
محطات توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة
يهدف مشروع "فليكس إن كونفو" إلى توضيح كيف يُمكن لمحطات توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة أن تصبح أكثر مرونة وكفاءة، من خلال دمج تقنيات مختلفة، وتمكين عمليات أكثر استدامة في سوق تهيمن عليها الطاقة المتجددة بشكل متزايد.
ويقود المشروع ائتلاف دولي يضم 21 شريكًا من 10 دول أوروبية، هي: البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، اليونان، ألمانيا، بلجيكا، السويد، هولندا.
وأُعلن أول جزيء هيدروجين أنتجته شركة "إي دي بي" في البرتغال، يوم الثلاثاء (9 سبتمبر/أيلول 2025)، خلال افتتاح الجهاز التجريبي، وهو جهاز تحليل كهربائي بقدرة 1.25 ميغاواط، بحسب البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وحضر حفل الافتتاح في محطة ريباتيجو وزيرة البيئة والطاقة البرتغالية ماريا دا غراسا كارفالو، والرئيس التنفيذي لشركة "إي دي بي" ميغيل ستيلويل داندرادي، وممثلون عن المفوضية الأوروبية، بالإضافة إلى ضيوف آخرين.
ويتضمّن المشروع نموذجين تجريبيين لتحويل الكهرباء إلى هيدروجين أو أمونيا، وحرقهما معًا باستعمال الغاز الطبيعي.
ويستعمل النموذج التجريبي، الذي تقوده شركة "إي دي بي" في ريباتيجو، الهيدروجين، في حين يستعمل النموذج الثاني في إيطاليا الأمونيا بوصفها ناقلًا للطاقة -وهي مادة تسمح بتخزين الطاقة ونقلها على شكل أمونيا- وسيتم التحقق من صحته في بيئة المختبرات.

إنتاج الهيدروجين في محطة كهرباء
وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بدأ المشروع في أبريل/نيسان 2020، ومر بمراحل تطوير متعددة للوصول إلى إنتاج أول جزيء هيدروجين.
كما تضمّن اختبارات معملية مستقلة في المملكة المتحدة وإيطاليا، شملت مزيجًا مختلفًا من الهيدروجين والأمونيا مع الغاز الطبيعي.
عمليًا، يُنتج جزيء الهيدروجين في الموقع، باستعمال جهاز تحليل كهربائي يفصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين عبر الكهرباء.
وبمجرد إنتاجه، يُضغط الهيدروجين ويُخزن؛ وعندما تحتاج المحطة إلى زيادة إنتاج الكهرباء، يُمزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي، ما يُمكّن من توليد الكهرباء بانبعاثات كربونية أقل، ويُسهم في إنتاج طاقة أنظف.
ويهدف المشروع التجريبي إلى اختبار إنتاج الهيدروجين وأداء التوربينات باستعمال مزيج من الغاز الطبيعي في بيئة واقعية، مع التحقق من صحة الشروط الفنية والبيئية والتشغيلية والاقتصادية لهذه الحلول.
وستدعم النتائج تطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق أوسع، وتقييم جدوى تكييف توربينات الغاز الحالية للاحتراق المشترك.

الكهرباء وتحول الطاقة في البرتغال
افتُتحت محطة كهرباء "ريباتيجو" ذات الدورة المركبة، الواقعة في كاريغادو، خلال أبريل/نيسان 2004، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبسعة إجمالية مُركّبة تبلغ 1176 ميغاواط، تعمل المحطة حصريًا بالغاز الطبيعي، إذ تجمع بين توربينات الغاز والبخار لتوليد الكهرباء بكفاءة، بالإضافة إلى استضافة مشروعات مبتكرة مثل " فليكس إن كونفو"، تؤدي المحطة دورًا رئيسًا في استقرار نظام الكهرباء، ولا سيما خلال وقت يشهد فيه إنتاج الطاقة المتجددة نموًا سريعًا ويتطلب مرونة واستجابة أكبر.
وسيستمر تشغيل جهاز التحليل الكهربائي التجريبي في محطة ريباتيجو حتى أوائل عام 2026.
وستُرشد نتائج الجدوى الفنية والاقتصادية قرارات الاستثمار المستقبلية لشركة "إي دي بي" -التي يُمثل الابتكار والبحث جوهر عملها، وتُنتج بالفعل 90% من طاقتها من مصادر متجددة- مع مراعاة سياقات سوق الهيدروجين الوطنية والدولية.
وإدراكًا منها للتحديات التي لا يزال يواجهها الهيدروجين من حيث ديناميكيات السوق والتنظيم والتقنيات، تُواصل شركة "إي دي بي" التزامها بتسريع التحول العالمي في مجال الطاقة من خلال مناهج واقعية وفعّالة ومستدامة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: