أصدر المشاركون في مؤتمر "الكنيسة على مفترق الطرق 2025" والمنعقد الولايات المتحدة الأمريكية، وثيقة علنية عبّروا فيها عن استجابتهم لنداءات المسيحيين الفلسطينيين في مواجهة الحرب على غزة، وجاء البيان بمثابة مراجعة لاهوتية وموقف إنساني يدعو إلى وقف الحرب، ومحاسبة إسرائيل، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
- الاستماع إلى صرخة الفلسطينيين
أكدت الوثيقة أنّ المسيحيين الفلسطينيين يعيشون واقعًا مأساويًا نتيجة العنف الإسرائيلي منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، من قتل وتشريد وتدمير للمستشفيات والمدارس ودور العبادة. وأشار المجتمعون إلى أنّ صمت الكنائس الغربية أو دعمها غير النقدي لإسرائيل مثّل خذلانًا للفلسطينيين وتجاهلًا لجذور الصراع المتمثلة في الاحتلال والتطهير العرقي منذ عام 1948.
- الحزن المشترك على الضحايا
أوضح البيان أنّ الحرب على غزة تسببت في مآسٍ إنسانية غير مسبوقة، إذ قُتل عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والمدنيين، فيما شُرّد نحو مليوني فلسطيني وسط نقص حاد في الغذاء والماء وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. وشدد على أنّ جميع البشر مخلوقون على صورة الله، داعيًا المسيحيين إلى الحزن على الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين معًا، ورفض استغلال الكتاب المقدس لتبرير العنف.
- التوبة عن صمت الكنيسة
اعترف المؤتمرون بأنّ كثيرًا من الكنائس الغربية أساءت استخدام النصوص المقدسة لتبرير القمع والإبادة، وأعلوا شأن المصالح السياسية على حساب العدالة والرحمة، وأكدوا أنّ التوبة الحقيقية تقتضي تحوّلًا في الفكر والممارسة، بما يعيد للكنيسة دورها في الدفاع عن المظلومين.
- رفض خطاب الكراهية
جدّد المشاركون التزامهم بمبدأ محبة القريب حتى مع من يُعتبرون "أعداء"، رافضين في الوقت نفسه معاداة السامية، والكراهية ضد المسلمين، أو أي أيديولوجيا تمزج الدين بالقومية والعنف.
- التزامات عملية
أعلن المجتمعون سلسلة التزامات أبرزها:
مراجعة التعليم اللاهوتي الذي يبرر العنف.
مواجهة "الصهيونية المسيحية" بوصفها فكرًا يسيء لشهادة الكنيسة.
احترام المسيحيين الفلسطينيين باعتبارهم جزءًا أصيلًا من الكنيسة العالمية.
الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
- دعوة للتوقيع والمشاركة
اختتم البيان بدعوة مسيحيي الولايات المتحدة والعالم للتوقيع على الوثيقة، باعتبارها التزامًا علنيًا بالسير على خطى المسيح في السعي للعدل والسلام، مؤكدين أنّها ليست نهاية الطريق بل بداية لمرحلة جديدة من الإصغاء والتوبة والعمل المشترك من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
