يستهدف تحالف جديد استغلال إمكانات الطاقة الكهرومائية المخزّنة بالضخ في أوروبا؛ كونها خيارًا يعوض الطبيعة المتقطعة لتوليد طاقة الشمس والرياح؛ ما يدعم استقرار الشبكات، ويعزز أمن الطاقة.
ويُعدّ التحالف المسمى تعهد باريس (Paris Pledge) بمثابة التزام جماعي من قطاع الطاقة الكهرومائية بتقديم حلول تخزين كهرباء طويلة الأجل لدعم نمو صناعي نظيف ومستدام وتحقيق أهداف "الصفقة الخضراء" الأوروبية.
وتُعدّ الطاقة الكهرومائية المخزنة بالضخ حلًا قابلًا للتطوير وفاعلًا من حيث التكلفة لتخزين الكهرباء طويل الأمد؛ إذ توفر تلك التقنية أكثر من 90% من إجمالي الكهرباء المخزّنة عالميًا.
وحاليًا تطور أوروبا سعة جديدة من الطاقة الكهرومائية المخزنة بالضخ تزيد على 32 غيغاواط، إلى جانب سعة إضافية قوامها 3 غيغاواط في سويسرا والنرويج وتركيا.
وتتيح تلك المشروعات مجتمعةً سعة تخزين كهرباء تزيد على 700 غيغاواط/ساعة، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
الرابطة الدولية لطاقة الهيدروجين
أطلقت الرابطة الدولية لطاقة الهيدروجين آي إتش إيه (IHA) ورابطة صناعة الكهرباء الأوروبية يور إلكتريك (Eurelectric) مبادرة "تعهد باريس"، وهي مطالبة مشتركة باستغلال إمكانات الطاقة الكهرومائية المخزّنة بالضخ عبر القارة العجوز.
وتحثّ المبادرة المطورة بالتعاون مع 11 من رواد الصناعة والاتحاد الأوروبي وصانعي السياسات الوطنيين على منح أولوية لتقنية تخزين الطاقة طويل الأجل بوصفها محورًا مهمًا لاستقرار الشبكة وأمن الطاقة.
ولاستغلال الإمكانات الكاملة لتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ عبر دعم حزمة مشروعات تلامس سعتها نحو 35 غيغاواط في أوروبا، يطالب "تعهد باريس" بتقديم دعم تنظيمي كامل على مستوى الاتحاد الأوروبي والبلدان داخل التكتل لتلبية احتياجات تخزين الطاقة طويل الأجل.
فعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، يطالب "تعهد باريس" بمبادرة متخصصة تركّز على تخزين الكهرباء، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما ينصّ التعهد على أن حلول تخزين الكهرباء طويلة الأمد ينبغي معاملتها على أنها أولوية منفصلة عن نظيراتها قصيرة الأمد في كل التشريعات ذات الصلة.
وفي النهاية، يطالب تعهد باريس بضرورة التنفيذ السريع لتوجيه الطاقة المتجددة (the Renewable Energy Directive) وإصلاح تصميم سوق الكهرباء (the Electricity Market Design Reform).
و"توجيه الطاقة المتجددة" مصطلح يُقصَد به السياسات والإجراءات التنظيمية التي تتبنّاها الحكومات والمؤسسات الدولية لدعم استعمال مصادر الطاقة المتجددة
وعلى مستوى البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يوصي "تعهد باريس" بضرورة التنفيذ الكامل لإصلاحات وتوجيهات الطاقة الحديثة.
أجور عادلة
يدعو "تعهد باريس" إلى توفير الأموال اللازمة لخدمات النظام، وتأمين الإمدادات، وضمان قدرة الطاقة الكهرومائية على المشاركة في أيّ آليات مستقبلية لتحقيق استقرار في الإيرادات.
كما يرى أنه لا غنى عن إزالة رسوم الشبكة المزدوجة المفروضة على تخزين الكهرباء لتحسين الجدوى الاقتصادية لتلك التقنية، إلى جانب تيسير عمليات إصدار التراخيص؛ كونها مهمة لتسريع تطوير المشروعات.
وقال التحالف: "تعهد باريس يوحّد صناعة الطاقة الكهرومائية المستدامة حول هدف واضح، هو وضع أساس لتخزين الكهرباء في أوروبا".
وقال رئيس الرابطة الدولية لطاقة الهيدروجين مالكولم تورنبول: "عبر توسيع نطاق تخزين الكهرباء، يمكننا تسريع تحول الطاقة، وإيجاد فرص عمل، وتحقيق أهداف المناخ وأمن الطاقة في أوروبا".
ومن المقرر أن تُقدَّم الالتزامات الرئيسة لتعهد باريس إلى المفوضية الأوروبية -وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- اليوم الخميس 11 سبتمبر/أيلول 2025، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وسيكون لدى ممثلي قطاع الطاقة الكهرومائية الفرصة للتحاور مع صانعي السياسات بشأن التحديات التنظيمية التي تعرقل تطوير مشروعات الطاقة الكهرومائية المخزّنة بالضخ.
7 التزامات
يُلزِم "تعهد باريس" الذي وقّعه أكثر من 50 شركة وموردو طاقة كهرومائية وجمعيات طاقة، التنفيذ الجماعي للتدابير التالية:
- استثمار الموارد اللازمة لتطوير وتوسيع حزمة مشروعات جديدة في تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ.
- تعزيز سعة سلسلة إمدادات أوروبية لدعم تطوير مشروعات جديدة في تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ.
- استئجار وتدريب قوى عاملة جديدة، وسد الفجوات الحالية في السنّ والنوع (الجنس)، إضافةً إلى تأمين نقل المعرفة الإستراتيجية الرئيسة.
- استعمال أفضل التقنيات المتطورة، وبناء أسطول تخزين طاقة كهرومائية بالضخ، وتجهيزه على أعلى مستوى لسد احتياجات المرونة المستقبلية لمنظومة الكهرباء.
- رصد الآثار البيئية وتخفيفها، إلى جانب استعمال أفضل الحلول والأدوات المتاحة لمواجهتها.
- تقديم معلومات شفافة مدعومة بالأدلة بشأن تخزين الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة.
- إشراك المجتمعات المحلية وصانعي السياسات في تطوير المشروعات من مرحلة مبكرة.
يُشار إلى أن محطات الطاقة الكهرومائية المخزّنة بالضخ تستهدف تخزين الكهرباء الفائضة من الشبكة خلال أوقات تراجع الطلب، عبر ضخ المياه إلى خزان علوي، وفي أثناء ارتفاع الطلب على الكهرباء، تُطلَق المياه لتوليد الكهرباء عبر التوربينات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.أهداف تحالف "تعهد باريس" بشأن للطاقة الكهرومائية المخزنة بالضخ، من "بي في ماغازين"
2.سعة للطاقة الكهرومائية المخزنة بالضخ في أوروبا، من "باور إنجنيرينغ إنترناشونال"
