تشهد مصر مؤخراً تزايداً في حوادث الاعتداء على الكلاب في الشوارع، سواء بالضرب أو القتل أو التسميم، هذه الظاهرة أثارت غضباً واسعاً بين المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأعادت الجدل حول حقوق الحيوان وضرورة تفعيل القوانين بشكل صارم.
وفي هذا السياق، كثفت وزارة الداخلية جهودها للتصدي للظاهرة وضبط المتورطين فيها، مؤكدة أن حماية الحيوان جزء أساسي من سيادة القانون.
جهود الداخلية لملاحقة المعتدين على الكلاب
تتعامل وزارة الداخلية بجدية مع أي بلاغ أو مقطع فيديو يوثق الاعتداء على كلب في الشوارع.
حيث تقوم فرق البحث بسرعة تحديد هوية الجناة ومكان الواقعة، ليتم ضبط المتهمين وإحالتهم للنيابة العامة.
في الأسابيع الماضية، تمكنت الشرطة من ضبط شاب في المطرية ظهر وهو يطارد كلباً بأداة حديدية، كما ضبطت آخر في الدقهلية بعد نشره فيديو لتعذيب كلب بشكل صادم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
كما تم ضبط حارس عقار بالمقطم قام بضرب كلب بقطعة خشبية و القبض علي 7 أشخاص قتلوا كلب بالمعادي .
حكم محكمة أكتوبر: 6 أشهر سجناً لسيدة قتلت كلباً
في خطوة رادعة، أصدرت محكمة أكتوبر اليوم حكماً بالسجن 6 أشهر وكفالة مالية ضد سيدة أدينت بتعذيب وقتل كلب.
واعتبر الحكم نقطة تحول مهمة في مسار محاربة الظاهرة، ورسالة واضحة بأن الاعتداء على الحيوانات لن يمر دون عقاب.
المستشار القانوني محمد العوضي يرى أن الحكم "سابقة قضائية مهمة ستفتح الباب لتطبيق أكثر صرامة لنصوص قانون العقوبات الخاصة بالاعتداء على الحيوانات". وأكد أن تكرار مثل هذه الأحكام سيُشكل رادعاً فعالاً.
خبراء: العنف ضد الحيوان يهدد المجتمع
الدكتور أحمد عبد الحميد، أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة، أوضح أن "الاعتداء على الكلاب مؤشر خطير على استعداد للعنف يمكن أن يمتد إلى البشر"، مشدداً على ضرورة الجمع بين الردع الأمني والتوعية المجتمعية.
من جانبها، قالت الناشطة رانيا خطاب في مجال حقوق الحيوان إن "العقوبات ضرورية، لكن التغيير الحقيقي يأتي من التوعية". وأضافت: "نحتاج إلى برامج إعلامية وتعليمية ترسخ قيم الرحمة بالحيوانات".
تعاون الدولة والمجتمع المدني
وزارة الداخلية تعمل جنباً إلى جنب مع جمعيات الرفق بالحيوان لتوفير الرعاية البيطرية للكلاب المعرضة للخطر، والتأكيد على أن مواجهة الظاهرة ليست فقط عبر العقاب، بل أيضاً عبر التوعية والرحمة.
مصر ترسل رسالة حضارية
التحركات الأمنية الأخيرة، والحكم الصادر من محكمة أكتوبر، يمثلان بداية لمرحلة جديدة في التعامل مع جرائم الاعتداء على الكلاب، الدولة تؤكد جديتها في التصدي لهذه الظاهرة، والخبراء يشددون على أن العنف ضد الحيوان لا يقل خطورة عن أي شكل آخر من أشكال العنف.
وبين الردع الأمني، والدعم المجتمعي، والتوعية العامة، تبعث مصر برسالة حضارية واضحة: حماية الحيوان جزء من رقي المجتمع وإنسانيته.