أخبار عاجلة

وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭!!‬

وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭!!‬
وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭!!‬

شقاء‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭!‬

السبت 13/سبتمبر/2025 - 09:00 م 9/13/2025 9:00:08 PM
بوابة الوفد الإلكترونية

أحمد‭ ‬‮«‬مهندس‮»‬‭: ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬إيجار‭ ‬الشقة‭ ‬واشتغلت‭ ‬‮«‬دليفرى‭ ‬أون‭ ‬لاين‮»‬
عبدالله‭: ‬الصبح‭ ‬‮«‬موظف‮»‬‭ ‬وبعد‭ ‬الضهر‭ ‬‮«‬ميكانيكى‮»‬
‮«‬على‮»‬‭ ‬باع‭ ‬ذهب‭ ‬زوجته‭ ‬واشترى‭ ‬سيارة‭ ‬للعمل‭ ‬عليها
 


لم‭ ‬يعد‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بوظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬كافيًا‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬الجنونى‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬وتزايد‭ ‬الأعباء‭ ‬المعيشية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭. ‬فالموظف‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬راتبه‭ ‬يكفيه‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬لتغطية‭ ‬مصاريفه‭ ‬الأساسية،‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬مضطرًا‭ ‬لإيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬إضافية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الجزئى‭ ‬أو‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭. ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬العاملين‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬لتشمل‭ ‬موظفين‭ ‬حكوميين،‭ ‬وأطباء،‭ ‬ومهندسين،‭ ‬وحتى‭ ‬معلمين،‭ ‬جميعهم‭ ‬يبحثون‭ ‬وراء‭ ‬‮«‬رزق‭ ‬إضافى‮»‬‭ ‬يعينهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭.‬
فى‭ ‬شوارع‭ ‬القاهرة‭ ‬والجيزة‭ ‬والمحافظات،‭ ‬تجد‭ ‬مشاهد‭ ‬تكشف‭ ‬هذه‭ ‬التحولات،‭ ‬موظف‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الوزارات‭ ‬يتحول‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬سائق‭ ‬‮«‬أوبر‮»‬،‭ ‬ومعلم‭ ‬لغة‭ ‬عربية‭ ‬يعطى‭ ‬دروسًا‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومهندسة‭ ‬فى‭ ‬شركة‭ ‬كبرى‭ ‬تدير‭ ‬متجرًا‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬لبيع‭ ‬المنتجات،‭ ‬وطالب‭ ‬جامعى‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬التسويق‭ ‬إنها‭ ‬ملامح‭ ‬لواقع‭ ‬جديد،‭ ‬يكشف‭ ‬كيف‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬العمل‭ ‬الثانى‮»‬‭ ‬ضرورة‭ ‬وليس‭ ‬رفاهية‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العمل‭ ‬الثانى‮»‬‭ ‬له‭ ‬منافع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واضحة،‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬طرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ثمنه‭ ‬الباهظ‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬النفسى‭ ‬والاجتماعى‭ ‬والمهنى‭ ‬فهل‭ ‬أصبحت‭ ‬الوظيفة‭ ‬الثانية‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬عبء‭ ‬جديد‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬جيل‭ ‬كامل؟
رصدت‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬آراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬حول‭ ‬تجاربهم‭ ‬مع‭ ‬الوظيفة‭ ‬الإضافية‭ ‬يقول‭ ‬أحمد‭ (‬29‭ ‬عامًا،‭ ‬مهندس‭): ‬‮«‬راتبى‭ ‬كمهندس‭ ‬فى‭ ‬شركة‭ ‬بالكاد‭ ‬يكفى‭ ‬لقسط‭ ‬السيارة‭ ‬والإيجار‭ ‬اشتغلت‭ ‬سائق‭ ‬فى‭ ‬تطبيقات‭ ‬التوصيل‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬كعمل‭ ‬جزئى،‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬متعب‭ ‬جدًا،‭ ‬لكن‭ ‬بدون‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى،‭ ‬سأعيش‭ ‬فى‭ ‬عجز‭ ‬دائم‮»‬‭.‬
أما‭ ‬سارة‭ (‬26‭ ‬عامًا،‭ ‬معلمة‭) ‬فتقول‭: ‬‮«‬أعمل‭ ‬فى‭ ‬تدريس‭ ‬خصوصى‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والدخل‭ ‬الذى‭ ‬أحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬يساوى‭ ‬راتبى‭ ‬الأساسى‭ ‬هذا‭ ‬الدخل‭ ‬الإضافى‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يمكننى‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬المعيشة‭ ‬بكرامة‮»‬‭.‬
وكان‭ ‬لخالد‭ (‬32‭ ‬عامًا،‭ ‬موظف‭) ‬رأى‭ ‬آخر‭ ‬فيقول‭: ‬‮«‬جربت‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التسويق‭ ‬بالعمولة،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬مجهدًا‭ ‬نفسيًا‭ ‬كنت‭ ‬أفكر‭ ‬بالعمل‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭. ‬تخليت‭ ‬عنه‭ ‬لأن‭ ‬صحتى‭ ‬أهم‭. ‬الآن‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتى‭ ‬فى‭ ‬الوظيفة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأحصل‭ ‬على‭ ‬ترقية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬دخل‭ ‬آخر‮»‬‭.‬
منى‭ ‬على،‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬مشروعًا‭ ‬منزليًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬المخبوزات‭ ‬وبيعها‭ ‬للجيران‭ ‬والمحال‭ ‬القريبة،‭ ‬مؤكدة‭: ‬‮«‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬ست‭ ‬ممكن‭ ‬تستغل‭ ‬مهارتها‭ ‬فى‭ ‬الأكل‭ ‬أو‭ ‬الخياطة‭ ‬وتكسب‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬تشتغل‭ ‬أون‭ ‬لاين‮»‬‭.‬
محمد‭ ‬عبدالله،‭ ‬عامل‭ ‬فنى،‭ ‬يوضح‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬مساءً‭ ‬فى‭ ‬ورشة‭ ‬ميكانيكا‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عمله‭ ‬فى‭ ‬شركة‭ ‬خاصة،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬المجال‭ ‬ده‭ ‬محتاج‭ ‬مجهود‭ ‬بدنى،‭ ‬بس‭ ‬المكسب‭ ‬فيه‭ ‬مضمون،‭ ‬وكل‭ ‬زبون‭ ‬بيرجعلك‭ ‬تانى‮»‬‭.‬
عمرو‭ ‬فتحى،‭ ‬شاب‭ ‬جامعى،‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬توصيل‭ ‬الطلبات‭ ‬بجانب‭ ‬دراسته،‭ ‬موضحًا‭: ‬‮«‬الشغل‭ ‬بالساعة‭ ‬مناسب‭ ‬لظروفى،‭ ‬بقدر‭ ‬أختار‭ ‬الأوقات‭ ‬اللى‭ ‬متاحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‮»‬‭.‬
اما‭ ‬على‭ ‬فهو‭ ‬موظف‭ ‬بإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬يقول‭:‬انا‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬نفسى‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬طالبًا‭ ‬بالجامعة،‭ ‬لكننى‭ ‬أعمل‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ (‬كول‭ ‬سنتر‭) ‬ولأن‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬أصبح‭ ‬غاليًا‭ ‬جدا‭ ‬اضطررت‭ ‬لبيع‭ ‬ذهب‭ ‬أمى‭ ‬واشتريت‭ ‬سيارة‭ (‬نص‭ ‬عمر‭) ‬وأعمل‭ ‬عليها‭ ‬أوبر‭ ‬ليلًا،‭ ‬حتى‭ ‬أساعد‭ ‬أمى‭ ‬فى‭ ‬مصاريف‭ ‬البيت‭ ‬وأساند‭ ‬نفسى‭ ‬لتكملة‭ ‬دراستى‭.‬
رفع‭ ‬الأجور‭ ‬ضرورة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التضخم
فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«الوفد‮»‬‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬هدى‭ ‬الملاح،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المركز‭ ‬الدولى‭ ‬للاستشارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ودراسات‭ ‬الجدوى،‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬الشباب‭ ‬المصرى‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬ثانية‭ ‬عديدة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬يأتى‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬عدم‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬المؤهل‭ ‬العلمى‭ ‬وسوق‭ ‬العمل،‭ ‬بجانب‭ ‬ضعف‭ ‬الرواتب‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭.‬
وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يلتحقون‭ ‬بأول‭ ‬وظيفة‭ ‬متاحة‭ ‬عقب‭ ‬التخرج‭ ‬دون‭ ‬امتلاك‭ ‬خبرة‭ ‬كافية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬طموحاتهم‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬لتخصصهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدفعهم‭ ‬سريعًا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬أخرى‭ ‬تحقق‭ ‬لهم‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬المهنى‭ ‬والرضا‭ ‬النفسى‭. ‬وتضيف‭: ‬‮«‬الشاب‭ ‬قد‭ ‬يتجه‭ ‬لوظيفة‭ ‬ثانية‭ ‬إذا‭ ‬شعر‭ ‬بأن‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬الحالية‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تضيف‭ ‬إلى‭ ‬خبراته‭ ‬شيئًا،‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬افتقد‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬للتطور‭ ‬والترقى‭ ‬والتدريب‭ ‬المهنى،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬الحوافز‭ ‬والمكافآت‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجهد‭ ‬المبذول‮»‬‭.‬
وعن‭ ‬تأثير‭ ‬التضخم‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬أنماط‭ ‬إنفاق‭ ‬الشباب،‭ ‬أوضحت‭ ‬الملاح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الأجور‭ ‬تواكب‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬المتسارعة‭. ‬
وقالت‭: ‬‮«‬قد‭ ‬تجد‭ ‬وظيفة‭ ‬متاحة‭ ‬براتب‭ ‬ألفين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬لا‭ ‬يغطى‭ ‬حتى‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬والمياه،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لشاب‭ ‬بهذا‭ ‬الدخل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬أسرة‭ ‬أو‭ ‬يؤسس‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة؟‮»‬‭.‬
وأضافت‭ ‬أن‭ ‬التضخم‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تآكل‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للجنيه،‭ ‬وانخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬المرتبات‭ ‬أمام‭ ‬احتياجات‭ ‬المعيشة‭ ‬المتزايدة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المستهلكين‭ ‬لتغيير‭ ‬سلوكهم‭ ‬الشرائى،‭ ‬فبدلًا‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬منتجات‭ ‬بأسعار‭ ‬مرتفعة،‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬بدائل‭ ‬أرخص‭ ‬لتغطية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬انعكس‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬يعانى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬النفسى‭ ‬نتيجة‭ ‬شعورهم‭ ‬بأن‭ ‬دخلهم‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬جهدهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وجودة‭ ‬العمل،‭ ‬وبالتالى‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلى‭ ‬والصادرات‭.‬
ترى‭ ‬‮«‬الملاح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬طردية‭ ‬بين‭ ‬تدهور‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للجنيه‭ ‬وزيادة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى،‭ ‬فكلما‭ ‬تراجعت‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬وارتفعت‭ ‬الأسعار،‭ ‬لجأ‭ ‬الأفراد‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬ثانية‭ ‬لتغطية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأساسية‭. ‬
وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬يدفع‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬للتخلى‭ ‬عن‭ ‬مظاهر‭ ‬الترفيه‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬الكماليات،‭ ‬والتركيز‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة‭.‬
ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬توسع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬الرسمى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجوء‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬جزئية‭ ‬أو‭ ‬مشروعات‭ ‬صغيرة‭ ‬غير‭ ‬مقننة،‭ ‬ما‭ ‬يخلق‭ ‬بدوره‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى‭ ‬يحقق‭ ‬دخلًا‭ ‬أكبر‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أعباء‭ ‬المعيشة،‭ ‬فإن‭ ‬الملاح‭ ‬تؤكد‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬حلًا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد،‭ ‬بل‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬اسعافية‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬سلبية‭. ‬وتوضح‭: ‬‮«‬الوظيفة‭ ‬الثانية‭ ‬قد‭ ‬تحسن‭ ‬الدخل‭ ‬لكنها‭ ‬تضر‭ ‬بالصحة‭ ‬نتيجة‭ ‬قلة‭ ‬النوم‭ ‬والإجهاد‭ ‬المستمر،‭ ‬كما‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تفكك‭ ‬أسرى‭ ‬لبُعد‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬عن‭ ‬أولاده‭ ‬وزوجته،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬الإنتاجية‭ ‬فى‭ ‬الوظيفة‭ ‬الأساسية‮»‬‭.‬
وعن‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتقليل‭ ‬حاجة‭ ‬الشباب‭ ‬لوظيفتين،‭ ‬شددت‭ ‬الملاح‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬متوازنة،‭ ‬تبدأ‭ ‬برفع‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬وربطه‭ ‬بمعدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬وإعادة‭ ‬العمل‭ ‬بنظام‭ ‬العلاوات‭ ‬السنوية‭ ‬بشكل‭ ‬يواكب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬المبادرات‭ ‬القومية‭ ‬ومشروعات‭ ‬الإسكان‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬الشباب،‭ ‬وتشجيع‭ ‬التدريب‭ ‬المهنى‭ ‬لرفع‭ ‬الكفاءات‭.‬
وأضافت‭: ‬‮«‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬الرسمى‭ ‬الذى‭ ‬يلتهم‭ ‬السوق،‭ ‬وتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬لتشجيع‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى،‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬النظام‭ ‬الضريبى‭ ‬ليكون‭ ‬تصاعديًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لمستوى‭ ‬الدخل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬إذا‭ ‬أعيد‭ ‬ترتيبها‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬ستسهم‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬سوق‭ ‬عمل‭ ‬متوازن،‭ ‬وتوفر‭ ‬فرصًا‭ ‬أفضل‭ ‬للشباب‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وظيفتين‮»‬‭.‬
الجمع‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬
من‭ ‬جانبها،‭ ‬ترى‭ ‬الدكتورة‭ ‬سامية‭ ‬خضر،‭ ‬أستاذة‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«الوفد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خيارًا‭ ‬استثنائيًا‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الشباب،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬أمرًا‭ ‬شبه‭ ‬ضرورى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الضاغطة‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭. ‬لكنها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تحمل‭ ‬أبعادًا‭ ‬مزدوجة،‭ ‬فبينما‭ ‬تمنح‭ ‬الشباب‭ ‬خبرات‭ ‬متنوعة‭ ‬ومهارات‭ ‬أوسع،‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬نفسى‭ ‬وصحى‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُدار‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭.‬
تقول‭ ‬خضر‭: ‬‮«‬العمل‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬عبادة،‭ ‬والشباب‭ ‬غير‭ ‬المرتبط‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬أسرية‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬أساسى‭ ‬وآخر‭ ‬إضافى‭ ‬دون‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تمثل‭ ‬إثراءً‭ ‬لحياته‭ ‬وفرصة‭ ‬لاكتساب‭ ‬الوعى‭ ‬والثقافة‭ ‬المهنية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬توسع‭ ‬مداركه‭ ‬وتدربه‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الوقت‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‮»‬‭.‬
وترى‭ ‬الخبيرة‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬التى‭ ‬تسبق‭ ‬الزواج‭ ‬وتكوين‭ ‬الأسرة‭ ‬هى‭ ‬الأنسب‭ ‬لخوض‭ ‬الشباب‭ ‬تجربة‭ ‬العمل‭ ‬المتعدد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬الفرد‭ ‬بعد‭ ‬التزامات‭ ‬كبيرة‭ ‬تجاه‭ ‬الزوجة‭ ‬أو‭ ‬الأبناء‭. ‬وتضيف‭: ‬‮«‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الشاب‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬حياته‭ ‬المهنية،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬صباحًا‭ ‬ومساءً‭ ‬يمنحه‭ ‬مرونة‭ ‬فكرية‭ ‬وخبرة‭ ‬عملية،‭ ‬ويمثل‭ ‬إضافة‭ ‬حقيقية‭ ‬لشخصيته،‭ ‬لأنه‭ ‬يفتح‭ ‬أمامه‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للتعلم‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬ويؤهله‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬ضغوط‭ ‬الحياة‭ ‬مستقبلاً‮»‬‭.‬
وتضرب‭ ‬مثالًا‭ ‬بمهن‭ ‬مثل‭ ‬الطب‭ ‬أو‭ ‬المحاماة،‭ ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬المستشفى‭ ‬صباحًا‭ ‬ثم‭ ‬فتح‭ ‬عياداتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬مساءً،‭ ‬أو‭ ‬المحامين‭ ‬الذين‭ ‬يجمعون‭ ‬بين‭ ‬قضايا‭ ‬المكتب‭ ‬والعمل‭ ‬فى‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭. ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬طبيعية‭ ‬للنمو‭ ‬المهنى‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المادى‭.‬
لكن‭ ‬الصورة‭ ‬ليست‭ ‬وردية‭ ‬دائمًا‭ ‬فبحسب‭ ‬أستاذة‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬تتحول‭ ‬الإيجابيات‭ ‬إلى‭ ‬ضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬وصحية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفرد‭ ‬متزوجًا‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬أبناء‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭. ‬وتقول‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬ينشغل‭ ‬الزوج‭ ‬بالعمل‭ ‬صباحًا‭ ‬ومساءً،‭ ‬قد‭ ‬تعانى‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬غيابه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬علاقته‭ ‬بزوجته‭ ‬وأولاده‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬المستمر‭ ‬بلا‭ ‬فترات‭ ‬راحة‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬التوتر‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالاكتئاب‭ ‬الوظيفى،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬ترافق‭ ‬مع‭ ‬أزمات‭ ‬عائلية‭ ‬أو‭ ‬مسئوليات‭ ‬إضافية‭ ‬مثل‭ ‬رعاية‭ ‬والد‭ ‬مريض‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬اجتماعية‭ ‬طارئة‮»‬‭.‬
وتوضح‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬وقت‭ ‬الراحة‭ ‬والرفاهية‭ ‬قد‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬وفقدان‭ ‬الشغف‭ ‬بالحياة،‭ ‬لكن‭ ‬الحل‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬وإيجاد‭ ‬مساحة‭ ‬للراحة‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭.‬
وتشير‭ ‬خضر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬الأساسية‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬ضعف‭ ‬ثقافة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭. ‬وتضيف‭: ‬‮«‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬يتم‭ ‬تدريب‭ ‬الأبناء‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المجتمعى‭ ‬والتطوعى‭ ‬خلال‭ ‬العطلات‭ ‬الصيفية،‭ ‬سواء‭ ‬بالعمل‭ ‬فى‭ ‬المكتبات‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬أنشطة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬دور‭ ‬المسنين‭. ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تغرس‭ ‬فيهم‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬والانتماء‭ ‬وتكسبهم‭ ‬مهارات‭ ‬حياتية‭ ‬مهمة‮»‬‭.‬
وتستشهد‭ ‬بتجربتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬حيث‭ ‬شجعت‭ ‬ابنها‭ ‬منذ‭ ‬صغره‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬البسيط‭ ‬فى‭ ‬مكتبة‭ ‬لمساعدته‭ ‬على‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بالحياة‭ ‬العملية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬تصقل‭ ‬شخصية‭ ‬الأبناء‭ ‬وتربى‭ ‬فيهم‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الحماية‭ ‬الزائدة‭ ‬التى‭ ‬يمارسها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬تحرم‭ ‬أبناءهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخبرة‭.‬
وتختتم‭ ‬أستاذة‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬حديثها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الشباب،‭ ‬قبل‭ ‬الانخراط‭ ‬فى‭ ‬التزامات‭ ‬الزواج‭ ‬والأبناء،‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬ثراءً‭ ‬فكريًا‭ ‬وتجربة‭ ‬حياتية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‮»‬‭. ‬وتوضح‭ ‬أن‭ ‬الشاب‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬يتعلم‭ ‬الانضباط‭ ‬والالتزام‭ ‬ويدرك‭ ‬معنى‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬شخصية‭ ‬ناضجة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل‭.‬
وتقول‭: ‬‮«‬الحياة‭ ‬ليست‭ ‬كلها‭ ‬رفاهية‭ ‬أو‭ ‬راحة،‭ ‬وإنما‭ ‬هى‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والتجربة‭. ‬ومن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬لا‭ ‬يخسر،‭ ‬بل‭ ‬يربح‭ ‬وعيًا‭ ‬وخبرة‭ ‬تؤهله‭ ‬لمرحلة‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارًا‭ ‬عندما‭ ‬يبدأ‭ ‬بتكوين‭ ‬أسرته‮»‬‭.‬
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق زيلينسكي: القبض على المشتبه به في اغتيال رئيس البرلمان الأوكراني السابق
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"