أخبار عاجلة

الخطيب.. آخر حكايات المجد الحمراء اسم كتب التاريخ بالذهب ثم انسحب بصمت الملوك

 


من الصعب أن تكتب عن محمود الخطيب دون أن ترتجف الكلمات من ثِقَل المعنى فـ “بيبو” لم يكن مجرد لاعب كرة، بل كان أيقونة للهوية، ورمزًا للوطن قبل أن يكون رمزًا للنادي الأهلي.

منذ أول لمسة له في المستطيل الأخضر، كان مختلفًا. طفل جاء من الدقهلية ليصنع أسطورة… بموهبة ساحرة، قادرة على أن تُوقف الكرة بسن الحذاء وكأنها طوع أمره. لم يكن عاديًا، كان استثنائيًا… حتى أن مقارنته يومًا ببيليه أو مارادونا لم تكن ضربًا من الجنون، بل حقيقة أقرها من شاهدوه.

مع الأهلي، صاغ الخطيب صفحات المجد. عشرات البطولات، أهداف لا تُنسى، لحظات عاشت في ذاكرة الملايين. ومع المنتخب، كان حاضرًا في أعظم تتويج أفريقي عام 1986، ليُثبت أن موهبته هبة للأمة كلها لا للنادي فقط.

لكن “بيبو” لم يكتفِ أن يكون أسطورة في الملعب. خرج منه ليبقى الحامي والراعي للنادي الأهلي. عضو، ثم أمين صندوق، ثم نائب رئيس، وأخيرًا رئيس، يُدير بحبّ وانتماء، لا بمصالح أو حسابات. لم تكن هناك بطولة أو خطوة كبرى للأهلي إلا وكان بصمته واضحة.
اسمه وحده كان “درعًا” يحمي النادي في أوقات عصيبة، وصوته كان كافيًا ليمنح ملايين الأهلاوية الاطمئنان.

واليوم يختار الخطيب أن يُعلن انسحابه من سباق الانتخابات المقبلة. قرار صادم، قاسٍ، لكنه مفهوم. فالضغوط والأعباء لم تكن سهلة، والصحة فوق كل اعتبار. ومع ذلك، يبقى وقع الخبر ثقيلًا، كأن الأهلي يفقد ركيزة ثابتة من ركائزه.

انسحاب الخطيب ليس انسحابًا من الأهلي، بل من معركة إدارية فقط. بيبو سيظل حاضرًا في كل وجدان، في كل هتاف، في كل علم يرفرف بالأحمر. هو ليس رئيسًا فقط… هو الأب، والرمز، والقدوة.


ـ الخطيب الأسطورة الحيّة للأهلي

لقد قضى محمود الخطيب نصف قرن داخل أسوار القلعة الحمراء لاعبًا وإداريًا ورئيسًا، تاركًا إرثًا رياضيًا قلّ أن يتكرر. فقد سجل 109 أهداف في الدوري المصري بقميص الأهلي، وقاد الفريق لتحقيق 10 بطولات دوري عام، و5 بطولات كأس مصر، و2 دوري أبطال إفريقيا، و3 كأس أفروآسيوية، و3 كأس إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس، ليصبح رمزًا للإنجازات القارية والمحلية.

ـ الخطيب.. الدرع الحامي للأهلي وصاحب الحقبة الذهبية

وبعد اعتزاله، واصل العطاء من موقع المسؤولية، ليقود الأهلي كرئيس ولم يكن “بيبو” أقل عطاءً مما كان لاعبًا، إذ قاد الفريق خلال ولاياته الثلاث إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة فالأهلي في عهده توج بـ 6 بطولات دوري عام، و3 كأس مصر، و6 ألقاب سوبر محلي، و4 دوري أبطال إفريقيا، و2 كأس سوبر إفريقي، إلى جانب 3 ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية، ليصل رصيد البطولات تحت قيادته إلى 21 لقبًا كبيرًا، جعلت الأهلي يحافظ على عرشه الإفريقي والعالمي. ولتبقى بصمته شاهدة على عصر من المجد المتواصل.

التاريخ سيكتب ويخلد بأن محمود الخطيب لم يكن مجرد لاعب أسطوري، ولا مجرد إداري ناجح، بل كان الضمير الحي للأهلي.
واليوم، ما يطلبه منّا أن نُقدّر اختياره، وأن نحفظ له جميل السنين، ونرد له الوفاء بوفاء… فهو الذي منح الأهلي عمره كله، ونحن علينا أن نمنحه دعاءنا بالشفاء، وراحتنا بأن الأهلي سيظل بيته الذي بناه، وسيبقى اسمه محفورًا على جدرانه بحروف من نور.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شهداء وجرحى جراء استهداف غارة إسرائيلية برج مشتهى بمدينة غزة
التالى الرئاسة الأوكرانية: لا زيارة لموسكو.. ونستعد لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى