صرح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم علبي خلال جلسة لمجلس الأمن بأن سلوك إسرائيل يجعل وصول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى المواقع المشتبه بها أكثر تعقيدًا.
وقال علبي: "زملائي العاملين على ملف الأسلحة الكيميائية في دمشق هم شهود وناجون من هذا السلاح، وهم مصرّون على المضي قدما في مواجهة هذا السلاح لمرة أخيرة يقضون فيها عليه نهائيا".
وأضاف: "الجهد الحثيث الذي تبذله سوريا لصون نظام عدم الانتشار العالمي ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية هو أولوية وطنية ترتكز على إيمان راسخ في حق الضحايا بالإنصاف والعدالة ومنع التكرار وتخليد الحقيقة".
وأكد أن "سوريا حريصة على ضمان كل التسهيلات اللازمة لمنظمة الأسلحة الكيميائية لوصولها إلى المواقع والمعلومات المطلوبة".
وأشار إلى أن "الحكومة السورية وقعت اتفاقا تاريخيا بشأن امتياز وحصانات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وموظفيها، انطلاقا من الحرص على توفير الإطار القانوني والآليات الكفيلة بتحقيق التقدم في عمل المنظمة".
وشدد على أن "سوريا تدرك التحديات الكبيرة التي تواجه تقييم وتدمير البرنامج الكيميائي لحقبة الأسد وتعمل بشكل حثيث على تجاوزها، لقد أحاط نظام الأسد هذا البرنامج بسرية تامة وبنية أمنية معقدة صممت للتحايل، ما يتطلب جهودا كبيرة وتعاونا بين جميع الجهات المعنية للحصول على المعلومات".
كما نوه بأن سوريا تحتاج إلى دعم دولي لبناء قدراتها وتوفير المعدات اللازمة لبناء برنامج تدمير الأسلحة الكيميائية.
واعتبر علبي أن "سلوك الكيان الإسرائيلي سواء في توجيه الضربات على الأراضي السورية أو في دعمه لمجموعات خارجة عن القانون، عدا عن أنه يشكل انتهاكا خطيرا لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وخرقا فاضحًا للقانون الدولي، فإنه يجعل من عملية وصول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى المواقع المشتبه بها أكثر تعقيدا".
وتابع: "إنكم أمام سوريا الجديدة التي أعربت مرارا عن إرادتها السياسية التي انعكست من خلال جهود حقيقية على الأرض في تقديم كل الموارد والتسهيلات الممكنة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفي هذا السياق قدمت سوريا عبر الممثلية الدائمة لقطر لدى المنظمة خطة مفاهيمية بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية من حقبة الأسد".
وأعرب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة عن شكره "لقطر على جهودها في تمثيل سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمانة الفنية للمنظمة على حسن اضطلاعها بمهامها". مشيرا إلى أن "سوريا وقطر قدمتا هذا الأسبوع مسودة قرار للمجلس التنفيذي للمنظمة من شأنه تأطير عملية تدمير الترسانة الكيميائية لحقبة الأسد".