عطل فني يوقف بطاقات الائتمان في تل ابيب.. وخبراء: ضربة قوية لادعاءات التفوق في المجال السيبراني.. وشعارات "مجتمع بلا نقد" أصبحت واهية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت إسرائيل حالة ارتباك واسع بعد تعرض أنظمة الدفع الإلكتروني  وبطاقات الائتمان لعطل فني مفاجئ أوقف الكروت لساعات طويلة اليوم فى معظم المناطق و المشهد أربك الأسواق والمحال التجارية وأجبر المستهلكين على العودة إلى الدفع النقدي مما نتج عنه شلل اقتصادى فى الشراء والبيع ، وسط طوابير أمام ماكينات الصراف الآلي. ورغم محاولات الشركات والبنوك طمأنة الجمهور، إلا أن حجم الارتباك كشف عن هشاشة الاعتماد المفرط على الدفع الإلكتروني، مراقبون أكدوا أن العطل لم يكن مجرد خلل تقني عابر، بل ناقوس خطر يفتح الباب أمام تساؤلات أعمق تتعلق بالأمن السيبراني وجاهزية الأنظمة المالية الإسرائيلية لمثل هذه الأزمات المفاجئة.

مجتمع بلا نقد يواجه اختباراً قاسياً

من جانبه قال الدكتور أحمد العشري، الخبير الاقتصادي المصري لـ"البوابة نيوز" : على مدى سنوات، سعت إسرائيل إلى تقديم نفسها كدولة تتجه نحو "مجتمع بلا نقد"، حيث تشجع المواطنين على الاعتماد الكامل على بطاقات الائتمان والمعاملات الإلكترونية. غير أن العطل الأخير أثبت أن هذا التوجه لا يخلو من مخاطر كبيرة أحد المحللين المصريين أشار إلى أن التخلص السريع من النقد دون وجود بدائل قوية يعرض المجتمع لأزمات غير متوقعة ففي لحظات، وجد المواطنون أنفسهم عاجزين عن شراء احتياجاتهم الأساسية، والتجار عاجزين عن تسيير أعمالهم، وهو ما كشف أن التكنولوجيا وحدها ليست ضمانة للاستقرار الاقتصادي.

اهتزاز ثقة المستثمرين الأجانب

وأضاف الدكتور "العشرى": إن توقف بطاقات الائتمان في إسرائيل يمثل أزمة تتجاوز السوق المحلية إلى تأثيرات محتملة على الاستثمار الأجنبي ، وأكد أن : المستثمرون يقيمون الأسواق بناء على استقرار البنية التحتية المالية، وأي خلل، حتى لو كان لساعات، يترك أثرا سلبيا على ثقة رأس المال الأجنبي، وأوضح أن إسرائيل لطالما قدمت نظامها المالي كأحد مقومات جذب الاستثمار، لكن مثل هذه الأزمات تهدد هذه الصورة وأوضح " العشري" أن الأزمة رسالة واضحة بضرورة تعزيز خطط الطوارئ في القطاع المالي لمواجهة الأعطال أو الهجمات السيبرانية.

خبير فلسطيني: تأثير مباشر على الحياة اليومية

وفى السياق ذاته أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة بيرزيت بفلسطين الدكتور خليل النجار ل"البوابة نيوز" : أن المتضرر الأول من هذا العطل كان الاسرائيلى العادى وقال : عجز كثير من الناس عن شراء الطعام أو الوقود بسبب اعتمادهم على البطاقات الإلكترونية، ما خلق حالة من القلق ،وأوضح : أن التجار الصغار تكبدوا خسائر فورية، خاصة من لا يملكون نظام دفع بديل ، وأشار النجار إلى أن العودة القسرية إلى النقد أظهرت أهميته كشبكة أمان، محذراً من مخاطر المضي في الاعتماد الكلي على التكنولوجيا المالية دون التفكير في أزمات مشابهة.

هل العطل مجرد خلل أم هجوم سيبراني؟

ومن جانبه أوضح المحلل السياسي الفلسطيني دكتور محمود رضوان لـ"البوابة نيوز" : أن طول فترة توقف بطاقات الائتمان في إسرائيل يثير الشكوك حول كونه مجرد خلل تقني وأضاف: إسرائيل تواجه تحديات سيبرانية مستمرة، ومن غير المستبعد أن يكون العطل نتيجة هجوم متعمد وأشار إلى أن غياب الشفافية في بيانات المؤسسات المالية الرسمية يعزز التساؤلات.

وتابع الدكتور رضوان : إن صحت فرضية الهجوم، فإنها تمثل ضربة قوية لهيبة إسرائيل في المجال السيبراني الذي تتفاخر به، واعتبر أن الأزمة قد تدفع إسرائيل لإعادة التفكير في خطط حماية البنية التحتية المالية بشكل أوسع وأكثر تكاملاً.

تنويع وسائل الدفع ضرورة ملحة

وفى ذات السياق قال خبير النظم المالية المصري الدكتور محمود فوزي لـ"البوابة نيوز": أن أبرز درس يمكن استخلاصه من الأزمة هو أهمية تنويع وسائل الدفع. وقال: لا يمكن لأي اقتصاد أن يعتمد على وسيلة واحدة مهما كانت متطورة، بل يجب توفير بدائل مثل النقد، المحافظ الإلكترونية، وأنظمة دفع مستقلة. وأكد أن تدريب المؤسسات والأفراد على التعامل مع سيناريوهات مشابهة ضروري لتقليل الخسائر. وختم بقوله: الأزمة لن تنتهي سريعاً، لكن الرسالة ستبقى واضحة: الاعتماد الأعمى على التكنولوجيا المالية مخاطرة لا تحتملها أي دولة.