أخبار عاجلة

سيناريوهات مفتوحة.. السد الإثيوبي خلق صراعا قد يسلك أي اتجاه

سيناريوهات مفتوحة.. السد الإثيوبي خلق صراعا قد يسلك أي اتجاه
سيناريوهات مفتوحة.. السد الإثيوبي خلق صراعا قد يسلك أي اتجاه

تتواصل أزمة سد النهضة الإثيوبي باعتبارها واحدة من أكثر الملفات الساخنة في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث لا تزال تداعياتها تتجاوز حدود نهر النيل لتطال الأمن المائي والسياسي في المنطقة بأسرها. 

ورغم جولات التفاوض المتعددة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، فإن الفجوة لا تزال قائمة حول آلية ملء وتشغيل السد وضمانات عدم الإضرار بحصص دول المصب.

وأشار  تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن السد أصبح أداة نفوذ سياسي بيد الحكومة الإثيوبية، التي تعتبر المشروع “رمزًا للسيادة والتنمية الوطنية”، في وقت ترى فيه مصر أنه تهديد مباشر لأمنها المائي، إذ يعتمد أكثر من 100 مليون مواطن على مياه النيل كمصدر رئيسي للحياة. 

السودان من جانبه يقف في موقع متأرجح، إذ يرى فوائد محتملة في الكهرباء وضبط تدفق المياه، لكنه يخشى في الوقت ذاته من مخاطر تتعلق بسلامة السد والفيضانات المفاجئة.

أما تحليلات بي بي سي نيوز، فقد ركزت على البعد الإقليمي والدولي للأزمة، معتبرة أن السد أصبح ورقة جيوسياسية معقدة في ظل دخول قوى دولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على خط الوساطة. 

ومع ذلك، تصطدم هذه الجهود بعقبات كبرى، إذ تتمسك إثيوبيا بحقها في التنمية واستغلال مواردها الطبيعية، بينما تصر مصر على اتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد الملء والتشغيل ويضمن عدم الإضرار بحصتها التاريخية.

تجدر الإشارة إلى أن تداعيات الأزمة لم تعد مقتصرة على المفاوضات فحسب، بل امتدت إلى المخاوف الأمنية والعسكرية. 

تقارير غربية عدة ألمحت إلى أن استمرار التعثر قد يدفع الأطراف إلى خيارات أكثر صرامة، من بينها التحركات العسكرية أو اللجوء إلى مجلس الأمن. 

وبحسب محللين نقلت عنهم  مجلة فورين بوليسي، فإن احتمالية الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة تظل منخفضة لكنها ليست مستبعدة، خصوصًا إذا استمر الجمود السياسي وارتفعت وتيرة الضغوط الداخلية في مصر والسودان.

في الوقت نفسه، يحذر خبراء البيئة من أن تداعيات التغير المناخي قد تزيد الأزمة تعقيدًا، إذ يتوقع أن تشهد المنطقة موجات جفاف متكررة تجعل تقاسم المياه أكثر حساسية. 

هنا يظهر البعد الإنساني للأزمة، إذ يتعلق الأمر بمستقبل ملايين المزارعين والأسر التي تعتمد على مياه النيل في حياتها اليومية.

وبين الرواية الإثيوبية التي تزعم أن السد ليس سوى مشروع تنموي ضخم ورمز وطني لإثيوبيا من جهة، ومصدر وجودي للحياة بالنسبة لمصر والسودان من جهة أخرى، يقف سد النهضة عند مفترق طرق تاريخي، وباتت جميع السيناريوهات مطروحة: من الحلول التفاوضية بدعم دولي، مرورًا بوساطات إقليمية هشة، وصولًا إلى احتمالات التصعيد الأمني. 

وفي غياب تسوية عادلة وملزمة، يبقى الصراع مفتوحًا على مستقبل غامض قد يعيد رسم ملامح الاستقرار في شرق إفريقيا والشرق الأوسط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الأمن الفلسطيني يعتقل المرشح لـ"حكم غزة" سمير حليلة
التالى سعر سبيكة الذهب 10 جرام اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025