أخبار عاجلة
وفاة المطرب السوري داوود رضوان| تفاصيل -

نتنياهو يتحدى الدولة الفلسطينية بخطط للتوسع الاستيطاني

نتنياهو يتحدى الدولة الفلسطينية بخطط للتوسع الاستيطاني
نتنياهو يتحدى الدولة الفلسطينية بخطط للتوسع الاستيطاني

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التوقيع على خطة توسيع استيطانية في الضفة الغربية، بما يشمل مشروع E1 ومناطق أخرى، موجة واسعة من الإدانات الدولية والقلق الإقليمي، باعتبار أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول استراتيجية قد تُغلق الباب نهائيًا أمام حل الدولتين. 

ففي تصريحات وصفتها رويترز بـ"الأكثر وضوحًا منذ سنوات"، قال نتنياهو: "لن تكون هناك دولة فلسطينية أبدًا، هذه الأرض لنا، ولن نسمح بتمزيق القدس."

مشروع E1: حجر العثرة التاريخي

وذكر تقرير لموقع يورآسيا ريفيو أن مشروع E1 ليس جديدًا؛ بل ظلّ لعقود محور خلاف بين إسرائيل والمجتمع الدولي. جوهر المشروع يتمثل في بناء آلاف الوحدات السكنية لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الشرقية. وبذلك، تصبح القدس الشرقية – التي يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة دولتهم – محاصرة بشبكة من المستوطنات والطرق الالتفافية، ما يحوّل حلم الدولة الفلسطينية إلى جزر متقطعة.

أما صحيفة واشنطن بوست، فقد أشارت إلى أن هذا المشروع "يُعد بمثابة رصاصة الرحمة على الجغرافيا السياسية للفلسطينيين"، حيث لن يبقى أي تواصل جغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، الأمر الذي يجعل أي دولة مستقبلية غير قابلة للحياة.

ردود الفعل الدولية: إدانات بلا أدوات ضغط

الاتحاد الأوروبي أعرب عن "صدمته العميقة" محذرًا من أن تنفيذ الخطة "يقوّض بشكل لا رجعة فيه حل الدولتين". لكن الاتحاد – كما لاحظت أسوشيتد برس – اكتفى بالبيانات ولم يُطرح أي إطار عقوبات ملموس، في ظل اعتماد أوروبا على التعاون العسكري والتكنولوجي مع إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة اكتفت بالتعبير عن "خيبة أمل عميقة"، فيما رفضت إدارة ترامب اتخاذ أي خطوات عقابية ضد إسرائيل، بل شددت على أن "الاستيطان مسألة داخلية إسرائيلية". هذه اللغة الدبلوماسية تعكس توازنًا صعبًا بين التزام واشنطن التقليدي بحل الدولتين، وتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل.

الأمم المتحدة من جهتها وصفت المشروع بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، لكن من غير المتوقع أن يتم تمرير أي قرار عقابي فعّال في مجلس الأمن بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل.

الموقف الفلسطيني: "الصفعة الكبرى"

اعتبرت القيادة الفلسطينية  الخطوة "الصفعة الكبرى" لجهود السلام. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ناصر القدوة: "إسرائيل تسعى إلى دفن الدولة الفلسطينية وتكريس نظام فصل عنصري على الأرض." 

منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية شاركت الرأي ذاته، محذّرة من أن الاستيطان المكثف سيحوّل الضفة الغربية إلى "أرخبيل من المعازل" يحكمه نظام سيطرة غير متكافئ.

وفي الشارع الفلسطيني، تصاعدت الدعوات للتصعيد الشعبي، خصوصًا في القدس والخليل ونابلس، مع توقعات باندلاع موجة احتجاجات واسعة خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما تخشى منه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نفسها.

الأبعاد الإقليمية: القاهرة وعمّان - معادلة صعبة

إقليميًا، تضع هذه الخطوة مصر والأردن – الدولتين الموقعتين على اتفاقيات سلام مع إسرائيل – أمام معادلة صعبة. فالقاهرة ترى أن الاستيطان يقوّض مبادراتها السابقة لإحياء عملية السلام، بينما يعتبر الأردن أن مشروع E1 تهديد مباشر لأمنه القومي، لأنه يقطع التواصل الجغرافي بين الضفة والقدس.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت أن العاهل الأردني عبد الله الثاني وجّه رسالة مباشرة إلى واشنطن، مفادها أن استمرار المشروع "سيدفع نحو انفجار لا يمكن احتواؤه".

الداخل الإسرائيلي: بين الحسابات السياسية والديموغرافيا

داخليًا، تُعدّ هذه الخطوة أيضًا جزءًا من لعبة سياسية. تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية وقضايا فساد معلقة، يسعى إلى تعزيز موقعه لدى قواعد اليمين والائتلاف الحكومي الذي يضم شخصيات مثل بيزاليل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وكلاهما يرفع شعار "ضم الضفة بالكامل".

كما أن التوسع الاستيطاني بالنسبة للتيار اليميني يُقدَّم باعتباره ضمانة ديموغرافية لمستقبل إسرائيل، حيث يسعى لزيادة عدد المستوطنين إلى مليون خلال العقد القادم.
سيناريوهات مفتوحة

1. تثبيت الأمر الواقع: استمرار البناء بلا عوائق، وهو السيناريو الأرجح في ظل الحماية الأمريكية.
2. تصعيد فلسطيني ميداني: اندلاع مواجهات قد تتطور إلى انتفاضة جديدة، خاصة إذا أُغلق باب المفاوضات نهائيًا.
3. ضغوط أوروبية متزايدة: من خلال ربط بعض برامج التعاون أو المساعدات بمستوى الالتزام الإسرائيلي بوقف التوسع.
4. إحياء مسار دولي بديل: قد تدفع بعض القوى – مثل فرنسا أو الصين – نحو محاولة خلق منصة بديلة لرعاية السلام خارج الهيمنة الأمريكية 

ولفت الخبراء إلى أن خطوة نتنياهو الأخيرة ليست مجرد مشروع بناء؛ بل هي إعلان استراتيجي بأن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية. 

وبينما يكتفي الغرب بالإدانة اللفظية، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام تحدٍّ مصيري: إما التصعيد على الأرض أو الدخول في مسار دبلوماسي دولي جديد. 

وفي كلتا الحالتين، فإن الاستيطان في E1 قد يصبح الحدث المفصلي الذي يُغيّر ملامح الصراع لعقود قادمة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التنمية المحلية تحيل 69 مخالفة للنيابة بعد تنفيذ 76 حملة تفتيش في 5 محافظات
التالى أيمن محسب: استضافة مصر لقمة "عالم الذكاء الاصطناعي" تعكس مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار