ما زال أسطورة كرة القدم البرتغالية كريستيانو رونالدو يثبت أنه كيان لا يضاهى حتى فى أربعينياته، لا سيما على المستوى الدولي، بينما يواصل الهداف النرويجى إيرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتى الإنجليزى شق طريق أسطورى بتقديم روائع هجومية مذهلة قادرة على تحويل الطموحات الوطنية إلى واقع مشرق.
خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، التى أقيمت فى شهر سبتمبر الجاري، تواجد رونالدو وهالاند بقوة، حيث سجل صاروخ ماديرا 3 أهداف مع منتخب البرتغال فى مباراتين، أما مهاجم الفايكنج فأحرز 6 أهداف مع منتخب النرويج فى مواجهتين أيضًا.
هذه الأهداف، أضافت أرقامًا قياسية جديدة للثنائى رونالدو وهالاند على المستوى الدولي، ما يلفت الأنظار لقصة نجاحهما مع منتخبات بلادهما وصناعتهما للأمجاد من ظروف صعبة إلى جعل البرتغال والنرويج قوتين لا يستهان بهما على المستوى الأوروبي والعالمي.
رونالدو يغير وجه الكرة البرتغالية
قبل 21 عامًا ظهر كريستيانو رونالدو، فى وقت لم يكن منتخب بلاده معتادًا على الظهور فى نهائيات كأس العالم، إذ شارك حينها فى 3 نسخ فقط عبر تاريخه، لكن مع بزوغ نجم رونالدو، تغير كل شيء، وأصبح المنتخب البرتغالى ضيفًا دائمًا على المونديال، حيث يسير حاليًا نحو المشاركة التاسعة فى تاريخه.
رونالدو لم يكتف بتألقه الفردي، بل ساهم فى تغيير عقلية المنتخب البرتغالي، فبات منتخب برازيل أوروبا قوة لا يستهان بها على الصعيدين القارى والعالمي.
هالاند.. مشوار مشابه في ظروف أصعب
القصة لا تتعلق بالمقارنة بين إيرلينج هالاند ورونالدو، رغم أن النجم النرويجي يعتبر الأخير قدوته، بل فى تشابه الظروف الصعبة التى واجهها كل منهما عند انطلاقتهما الدولية، فإن هالاند عند ظهوره مع المنتخب النرويجي، وجد نفسه وسط منتخب لم يشارك في كأس العالم منذ 1998.
وكان يحتل المركز الـ50 فى التصنيف العالمي، دون أى مؤشرات على إمكانية التحسن، لكن اللاعب الشاب لم يرض بأن يكون مجرد موهبة فردية فى منتخب محدود الإمكانيات.
ومنذ انضمام هالاند إلى منتخب النرويج، بدأت ملامح التغيير تظهر تدريجيًا، حيث قاد منتخب بلاده إلى المشاركة فى النسخة المقبلة من دورى الأمم الأوروبية، وبات المنتخب النرويجى قريبًا من بلوغ كأس العالم بعد تصدرهم مجموعة تضم منتخبًا قويًا كإيطاليا، كما أسهم فى ارتقاء تصنيف النرويج فى «فيفا» إلى المركز 34 عالميًا.
كما أن مهاجم مانشستر سيتى على المستوى الفردي، أصبح الهداف الأول للنرويج فى كل البطولات التى شارك فيها، بل وتوج نفسه الهداف التاريخى لمنتخب بلاده، لذا الملفت فى رحلة هالاند ورونالدو هو أن هناك فرقًا جوهريًا بين لاعب يلتحق بمنظومة قوية ممهدة له الطريق، وآخر يبدأ من الصفر، ليصنع بنفسه منظومة جديدة تحمل اسم بلاده إلى مستويات غير مسبوقة.
ولهذا، فإن هالاند ليس مجرد مهاجم هداف، بل مشروع أسطورة يقود تحولًا حقيقيًا فى كرة القدم النرويجية، باعتبار أنه يسير على خطى رونالدو فى صناعة نهضة منتخبات بلادهما الكروية، باستخدام طاقتهما التهديفية المتفجرة، التى تصنع المعجزات للبرتغال والنرويج.
رونالدو يواصل تحطيم الأرقام القياسية
قص كريستيانو رونالدو مشوار منتخب البرتغال فى تصفيات أوروبا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، بتسجيل ثنائية ضمن خماسية برازيل أوروبا فى شباك أرمينيا بالجولة الأولى من تصفيات المونديال، ثم عاد أمام المجر ليسجل هدفًا ويسهم فى فوز المنتخب البرتغالى بنتيجة 3-2 فى الجولة الثانية من التصفيات الأوروبية.
وحقق رونالدو بهذه الثلاثية أرقامًا قياسية عديدة، أبرزها أنه وصل إلى 943 هدفًا فى مسيرته الكروية مع الأندية المختلفة ومنتخب البرتغال، كما رفع رصيده من الأهداف إلى 141 هدفًا مع المنتخب البرتغالي.
لكنه لم يكتف بذلك، بل أصبح الهداف التاريخى لتصفيات كأس العالم بوصوله إلى الهدف رقم 39 فى تصفيات المونديال بالمناصفة مع كارلوس رويز مهاجم جواتيمالا، ومتخطيًا النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى فى المركز الثانى بـ36 هدفًا، ليثبت «الدون» أنه قادر على التسجيل بعد سن الأربعين وما زال يحطم الأرقام القياسية.
هالاند هداف تصفيات مونديال 2026
وقاد هالاند منتخب النرويج للفوز على فنلندا بهدف للا شيء، سجله بنفسه فى مباراة ودية، قبل أن يفاجئ العالم ويحرز 5 أهداف فى اكتساح منتخب بلاده لنظيره مولدوفا بنتيجة 11-1، فى مباراة جمعت بينهما ضمن منافسات الجولة السادسة من تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، ليصبح صاحب الـ25 عامًا، أول لاعب أوروبى يسجل 5 أهداف فى تصفيات كأس العالم منذ 48 عامًا، منذ أن سجل هانس كرانكل 6 أهداف للنمسا أمام مالطا عام 1977.
ووصلت أهداف هالاند إلى48 هدفًا مع النرويج، وذلك خلال 45 مباراة فقط، مسجلًا منهم 5 «هاتريك»، ليضع نفسه على قائمة هدافى التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2026 برصيد 9 أهداف.
كما يتفوق على رونالدو وميسي اللذين سجلا «ميجا هاتريك» مرتين فقط، بعد امتلاكه لـ3 «ميجا هاتريك» ليزين إنجازه التاريخي بأنه هداف منتخب النرويج على مر التاريخ.
