تعرّضت محطة طاقة شمسية في جزيرة سردينيا الإيطالية لحادث حريق يُشتبه بارتكابه عمدًا؛ ما يزيد المخاوف إزاء تنامي الحملات المعادية لمصادر الطاقة المتجددة في ثاني أكبر جزيرة بالبحر المتوسط.
وتسود حالة من الكراهية العامة لمصادر الطاقة النظيفة في سردينيا، التي يتخوف سكانها من إمكان استغلالها دون أدنى مراعاةٍ لهويتها الطبيعية وإرثها الثقافي، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك على الرغم من أن المناخ الصيفي الطويل والرياح القوية في الجزيرة يجعلانها موقعًا مثاليًا لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة الواعدة.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 تظاهر مئات السكان أمام البرلمان الإقليمي في مدينة كالياري -وهي عاصمة الجزيرة- مرددين شعار "اتركوا سردينيا وشأنها!"، في مطالبة منهم باقتصار مشروعات الطاقة المتجددة على أسطح المنازل والمجتمعات المحلية فقط.
5 آلاف لوح شمسي
اندلعت النيران في محطة طاقة شمسية تتألف من قرابة 5 آلاف لوح شمسي بمنطقة فيدالبا الواقعة في سردينيا في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، وفق ما أورده موقع "بي في ماغازين".
ووصفت الجمعيات المحلية الحريق بأنه عمل "متعمد"، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعود ملكية نظام الطاقة الشمسية المحترِق إلى شركة أفرو المحدودة (Avru srl)، ومقرها بلدية فاليدونيا، وفق تقارير إعلامية.
والتقطت كاميرات المراقبة صورًا لشخصين يترجلان من سيارة ثم يضرمان النيران في الألواح الشمسية، في حين فتحت السلطات تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحادث.
وأكدت إدارة الحرائق في مقاطعة ساساري وقوع الحادث، مشيرةً إلى أن عمالها اضطروا إلى العمل ساعات عديدة للسيطرة على الحريق.
العنف ضد الطاقة المتجددة
وصفت جمعية "ساردينيانز فور رينيوابول إنرجي" واختصارها إس إيه بي إي آر (SAPER)، واتحاد الوسطاء الاجتماعي الإيطالي للطاقة المتجددة واختصاره إف آي إم إس إي آر (FIMSER) الحادث بأنه "علامة أخرى على العنف ضد الطاقة المتجددة في سردينيا".
وقالت "إس إيه بي إي آر" و"إف آي إم إس إي آر": "حملات الكراهية المتصاعدة ضد مصادر الطاقة المتجددة، التي تغذيها الأنباء المغلوطة وغير الحيادية، تواصل اللعب على وتيرة مخاوف سكان الجزيرة إزاء غزو تلك المشروعات لهويتهم وثقافتهم".
وأضافتا: "تلك الروايات تُخفي في طياتها مصالح اقتصادية قوية مرتبطة بالغاز بهدف المحافظة على الوضع الحالي، وترك سردينيا متأخرة في مجال الطاقة المتجددة عن بقية إيطاليا وأوروبا"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
قلق متزايد
أعربت الجمعيات المحلية عن بالغ قلقها ليس إزاء الخسائر المادية الناجمة عن حرائق الطاقة الشمسية فحسب، بل إزاء مناخ الكراهية الذي يهدد بتكرار سيناريوهات مماثلة أيضًا".
واستطردت: "لك أن تقرأ فقط التعليقات العامة الواردة على المواقع بشأن حادث حريق محطة الطاقة الشمسية في سردينيا، وستجد أن أعدادًا كبيرة من الجمهور قد أعربوا عن رضاهم عن تلك الفعلة، كما لو كانت شيئًا يستحق الثناء".
وطالبت "إس إيه بي إي آر" و"إف آي إم إس إي آر" الحكومات الإقليمية والوطنية في إيطاليا بسرعة "التدخل لوقف تلك الموجة من العنف، قبل أن تصبح حياة الأشخاص العاملين في هذا القطاع عُرضة للخطر".
من جهته، أعرب المستشار الصناعي لمنطقة سردينيا إيمانويل كاني، عن بالغ قلقه إزاء النية الخبيثة تجاه الطاقة المتجددة في الجزيرة.
الطاقة المتجددة في سردينيا
لامست سعة الطاقة المتجددة المركبة في سردينيا 3.6 غيغاواط بدءًا من شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، في حين استأثرت الطاقة الشمسية بنحو نصف تلك السعة، وفق بيانات صادرة عن مشغل نظام النقل الكهربائي في إيطاليا تيرنا (Terna).
وتحتاج الجزيرة إلى رفع سعة الطاقة المتجددة المذكورة لتصل إلى 6.2 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي لتلبية أهداف المناخ المتضمنة بالخطة الوطنية للطاقة والمناخ في إيطاليا.
وفي العام الماضي زادت سعة الطاقة المتجددة في سردينيا بنحو 360 ميغاواط على أساس سنوي، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وإذا استمر نمو سعة الطاقة المتجددة المضافة بالوتيرة نفسها على مدى السنوات الـ6 المقبلة، ستتخلف الجزيرة عن تحقيق أهدافها بواقع قرابة 400 ميغاواط.
يُشار إلى أن سردينيا تُعد من بين أكثر المناطق في إيطاليا إصدارًا لغازات الدفيئة بسبب اعتماد الجزيرة على الفحم بشكل كبير في توليد الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
