أمريكا في ذكرى 11 سبتمبر .. بينما كانت أمريكا تسترجع ذكرى أحد أكثر أيامها قتامة في التاريخ الحديث، هزتها بالأمس حادثة جديدة من العنف السياسي.
الناشط المحافظ البارز تشارلي كيرك لقي مصرعه إثر تعرضه لإطلاق نار خلال ندوة طلابية عُقدت في ولاية يوتا، مما أعاد للأذهان مشهد الانقسام المجتمعي العميق الذي ينهش في جسد الأمة الأمريكية.
أمريكا تعيش لحظات الرعب
كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً، كان يُعتبر من أبرز الداعمين لحملة الرئيس دونالد ترامب. أثناء حديثه أمام حشد كبير من الطلاب في فعالية اتخذت عنوان “أثبتوا أنني مخطئ”، أصابت رصاصة عنقه بصورة مفاجئة، ما أدى إلى وفاته على الفور.
لحظات الرعب التي وثقتها كاميرات الإعلام سرعان ما دفعت الحاضرين للفرار في حالة من الهلع، مما حول الحدث إلى رمز لمدى عمق الاستقطاب السياسي الذي يهدد استقرار المجتمع الأمريكي.
اغتيال تشارلي كيرك فى أمريكا
عرف عن كيرك مواقفه المحافظة الصريحة، حيث كان مدافعاً شرساً عن سياسات اليمين الأمريكي في قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة، حق حمل السلاح، ورفض
حقوق المتحولين جنسياً. كما أنه كان مؤسس منظمة Turning Point USA، التي لعبت دورًا بارزًا في تعبئة الشباب الجمهوري ودعم حملة ترامب الانتخابية الأخيرة، والتي انتهت بإعادة الأخير إلى البيت الأبيض.
ووصفت الحادثة على نطاق واسع بأنها عمل سياسي مدفوع بالعنف، لا سيما أنها تأتي ضمن سلسلة متصلة من الهجمات التي استهدفت شخصيات سياسية بارزة من كل الأطراف. هذه تشمل محاولة اغتيال ترامب في العام الماضي، قتل نائب ديمقراطي في مينيسوتا، والهجوم على رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في 2022.
رئيس أمريكا يصف الجريمة بلحظة مظلمة
الرئيس الأمريكي بادر إلى وصف الجريمة بأنها “لحظة مظلمة” في تاريخ البلاد، وحمّل ما وصفه بـ”اليسار المتطرف” مسؤولية تفاقم أجواء التحريض والعداء.
وفي بيان مصور من البيت الأبيض، قال إن إدارته ستعمل على محاسبة كل من يقف خلف هذه الجريمة وضمان التصدي لكل أشكال العنف السياسي. هذه التصريحات أثارت توقعات مبكرة بين المراقبين بشأن احتمالية شن حملة أمنية واسعة على جماعات المعارضة.
وفي الوقت الذي وقف فيه أعضاء الكونجرس دقيقة صمت تكريماً لكيرك، سرعان ما تحولت الجلسة إلى مشاجرة لفظية بين الجمهوريين والديمقراطيين، مما أكد مجدداً الانقسام الحاد داخل المؤسسة السياسية الأمريكية.
ذكرى هجمات 11 سبتمبر على أمريكا
حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس عبّر عن حزنه العميق قائلاً: “بلادنا تسير نحو التمزق… استمرارية هذا المسار ستجعل دماء أبنائنا هي الثمن اليومي لانقساماتنا السياسية.”
ومع حلول ذكرى هجمات 11 سبتمبر لتذكير الأمريكيين بخطر التهديدات الخارجية، يأتي اغتيال كيرك ليُظهر أن الخطر الأكثر قسوة بات ينبُع من الداخل. هذا المشهد المتصاعد يحوّل الديمقراطية الأمريكية إلى ساحة مواجهة دموية تُنذر بمستقبل ملبّد بالاضطرابات السياسية.
