قال الكاتب مايكل أوهانلون، مدير الأبحاث ببرنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح مؤخرًا إعادة تسمية "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب".
ويرى أوهانلون أن هذه الفكرة سيئة، لكن ليس للسبب الواضح الذي يشير إلى أنها قد تبدو عدائية للآخرين. ففي رأيه، أن حلفاء الولايات المتحدة لن يتأثروا بتغيير الاسم، وأن خصومها سيركزون على قدراتها ونواياها الفعلية وليس على مسمياتها.
يكمن اعتراض الكاتب الأساسي في الرسالة التي قد يوصلها هذا التغيير بالاسم للجنود الأمريكيين والجمهور على حد سواء، لأن "وزارة الحرب" هو اسم مضلل ومتحيز لا يصف بشكل دقيق مهمة الجيش الأمريكي في الوقت الحاضر. وفقًا لموقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي.
يُقرّ الكاتب بأن أداء الجيش الأمريكي كان أكثر نجاحًا قبل عام 1949، عندما كان يُطلق عليه "وزارة الحرب". فمنذ تلك الفترة، خاضت الولايات المتحدة حروبًا ناجحة مثل الحرب المكسيكية الأمريكية والحرب الأهلية والحرب العالمية الأولى والثانية. لكن بعد تغيير الاسم إلى "وزارة الدفاع"، واجهت الولايات المتحدة نتائج أكثر تعقيدًا في صراعاتها، مثل التعادل في الحرب الكورية والخسارة في فيتنام وأفغانستان.
ورغم ذلك، يوضح أوهانلون أن تغيير الاسم ليس هو السبب في تراجع الأداء، فالجيش الأمريكي أظهر تفوقًا تكتيكيًا وفنيًا في العديد من العمليات القتالية اللاحقة مثل عملية "عاصفة الصحراء" وإسقاط نظام صدام حسين وهزيمة تنظيم داعش. إذ يرى الكاتب أن الافتراض بأن "روح القتال" قد تراجعت في البنتاجون ليس صحيحًا، وأن المشكلة لم تكن في القوات المسلحة بل في طبيعة المهام الموكلة إليها.
ويؤكد الكاتب أن المشكلة الحقيقية لم تكن في كفاءة الجيش الأمريكي، بل في طبيعة المهام الصعبة التي أوكلت إليه، مثل عمليات مكافحة التمرد المعقدة وعمليات بناء الدولة. ويشير الكاتب إلى أن الغرض الأساسي من المؤسسة العسكرية تغير بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية وبداية العصر النووي. فكما قال الباحث برنارد برودي، لم يعد الهدف الرئيسي للمؤسسة العسكرية هو كسب الحروب، بل تجنبها.
ففي عصر المنافسة المتجددة بين القوى العظمى المسلحة نوويًا، يجب على الجيش الأمريكي التركيز على الردع الفعّال. وهذا يتطلب تدريبًا مكثفًا واستعدادًا للحرب، ولكن الهدف النهائي هو منعها. ويشدد أوهانلون على أن الاسم "وزارة الحرب" يمكن أن يقلل من شأن المهام اليومية المهمة للقوات المسلحة، مثل التدريب المستمر، وردع الأعداء، وطمأنة الحلفاء، والمناورات المشتركة، والقيام بالمهام المحدودة. كل هذه الأنشطة لا تقل أهمية عن النزاعات المسلحة، بل إنها تساهم في تحقيق الهدف الأسمى، وهو تجنب الصراع.
ويرى الكاتب أن اسم "وزارة الدفاع" قد لا يكون مثاليًا، ولكنه يمثل تقريبًا أفضل لما يجب أن يتوقعه الأمريكيون من قواتهم المسلحة. فالتركيز على "الدفاع" يعكس بشكل أفضل الواقع الحالي الذي يتجاوز مجرد خوض الحروب، ويشمل العمل الدؤوب على منعها. وهو ما يجب أن يكون الشغل الشاغل للجيش الأمريكي اليوم.